شغلتْ القضية الفلسطينية والمعاناة الإنسانية والظلم الذي لحق بأبناء الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، مساحاتٍ واسعةً من مواقف المرجعية الدينية الشيرازية، التي كانت السبّاقة إلى الدعوة للوقوف مع أبناء هذا الشعب المظلوم ومساندة قضيّته الأولى المتمثلة باسترجاع أراضيه وحقوقه المستلبة لأكثرَ من سبعة عقود.
وعلى مدى أكثر من عقدين من تسلّمه لزمام المرجعية الدينية بعد رحيل شقيقه المرجع الديني الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدّس سره)، كانت مواقف المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي واضحةً وجليةً للعالم، من القضية الفلسطينية العظيمة..
إذ أفتى سماحته في أكثر من مرّة بضرورة مساندة القضية الفلسطينية والمدنيين العزّل في قطّاع غزّة المحاصر، ومؤكداً بأن لا حلّ لهذه القضية سوى باستعادة الحقوق التي تغتصبها إسرائيل، إضافة إلى موقفه البارز في بياناته الصادرة في مراحل هامة من مرجعيته الشريفة فضلاً عن مؤلفّاته في هذا الشأن الحساس.
ففي تاريخ الرابع والعشرين من شهر محرّم الحرام من العام ألف وأربعمائة وثلاثة وعشرين للهجرة، الموافق لعام ألفين واثنين للميلاد، دعا سماحة المرجع الشيرازي في بيان، المؤمنين والأحرار إلى مساندة القضية الفلسطينية، بكلّ ما ندب إليه الإسلام من أنواع المساندة لردِّ كيد الظالمين.
وأشار سماحته إلى أن ما يجري اليوم في فلسطين الجريحة على أيدي الصهاينة الظالمين ليس أمراً جديداً على تاريخ الحركة الصهيونية، مبيناً أن مسيرة الصهاينة وأسلافهم عبر تاريخهم الطويل مليئةٌ بالمآسي والويلات والمظالم التي يندى لها جبين التاريخ، وأكّد بأن هذه المسيرة البعيدة ـ كل البعد ـ عن الإنسانية والشرف ليس غريباً عليها ما تقوم به اليوم ـ منذ اغتصاب فلسطين المظلومة لأكثر من نصف قرن ـ من المظالم المتلاحقة.
وقال سماحته: إن “الغريب هو سكوت المحافل الدولي التي تضج وتبكي بكاء التماسيح بين الحين والآخر، على مسألة عابرة وحدث طارئ ولا تستنكر ذبح الأطفال وقتل الأبرياء وتشريد الآمنين وهتك بيوت العبادة التي قدسها الله (سبحانه وتعالى) إلى غير ذلك مما يحدث في شتى بقاع فلسطين المحتلّة.
هذه المواقف المشرّفة من المرجعية الشيرازية الرشيدة، هي ذاتها التي لم تتغير طيلة هذه السنوات، وحتى هذه اللحظات التي ينزف فيها الشعب الفلسطيني دماء أبنائه جرّاء العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية، حتّى لم ينسَ سماحته ذكر القضية الفلسطينية في لقاءاته ووصاياه وبياناته التي يدين فيها حرمان الشعوب الإنسانية من حقّها في الحياة والعيش الكريم، كأفغانستان واليمن والبحرين وسائر البلدان المضطهدة.
موقف المرجعية الشيرازية من القضية الفلسيطينة، كان ولا يزال يؤكّد على دورها الديني والإنساني، عبر إيقاظ العقول ولفت الأنظار إلى الواقع المرير الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، والتي نجدها فيما مضى في بيانات وفتاوى المرجع الديني الراحل الإمام السيد محمد الشيرازي (قدس سره) الذي كان من أوائل مراجع الدين الذين اهتموا بهذه القضية وأولاها الاهتمام البالغ، وقد كشف عن مخاطر الاستعمار الصهيوني ومشروعه التوسّعي في العالم الإسلامي”.