وصفَ سماحة العلامة الشيخ مرتضى معاش مدير مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في كربلاء المقدسة، الإمام الفقيد السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدّس سره الشريف) بصانع التاريخ الذي لا يتكرّر، مشيراً إلى أن المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي يشكل الامتداد الحقيقي لمشروع الفقيد الراحل.
وقال معاش في مقال له تابعته (شيعة ويفز): إن “الحديث عن الإمام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) ليس حديثاً عن فترة تاريخية قصيرة، انتهت يوم رحيله عنّا، بل هو حديث عن تاريخ سيال تترابط فيه عناصر الماضي والحاضر لتمتد إلى المستقبل”.
وأضاف بأن “الإمام الشيرازي الراحل هو إرادة فذة اخترقت قيود التاريخ المفروض ليكتب لنفسه تاريخاً مميزاً ومختلفاً تكاملت فيه كل صفات الإنسان الحر والمؤمن والمجاهد في زمن كان كل شيء فيه يسير ضده ويتآمر عليه ويخطط للقضاء عليه”.
وزاد بالقول: “لقد كان تاريخه (قدّس سره الشريف) معركة حامية خاضها بقوة التحمّل والصبر والاستقامة دون أن تستثيره نوازع الغضب والانتقام والضعف. فربح معركة التاريخ عندما رحل شامخاً لم يرضَ بالذل والعبودية ولم يستسلم لأهواء الصفقات والمساومة والانتهازية”.
ولفت سماحته إلى أن “الفقيد الراحل بذل كل لحظة من لحظات حياته في حركة ذاتية تهدف أولاً وأخيراً إلى إنقاذ الأمة وإصلاحها فكانت حياته التي انتهت سريعاً هي خلاصة العطاء الكبير، فلم يتحمل جسده الضعيف روحه الكبيرة التي تفيض وتتفجر بالطاقة والأمل والعمل والحيوية، إذ لم يستطع ذلك الجسد الصغير أن يستوعب تلك الروح الكبيرة، ففاضت إلى بارئها مسلمة أمرها لأجل محتوم تتوفى فيه كل الأنفس”.
وأكد أيضاً بأن “الإمام الشيرازي أصبح تاريخاً مميزاً كتبه بنفسه، حيث صنع مشروعاً إنسانياً شاملاً تتكامل فيه كل العناصر اللازمة لخلق حقبة زمنية مختلفة ومنتزعة من التاريخ الروتيني العادي”، موضحاً أن “شمولية مشروعه ذاتياً واجتماعياً وسياسياً وحضارياً هي التي توجب علينا كحملة أقلام أن نصفه بصانع التاريخ”.
وأشار معاش إلى أن “حركة الإمام الشيرازي (قدّس سره) مشروع حضاري شامل؛ لأنه كان مشروعاً ناضجاً قام على الفهم الصحيح والوعي السليم والحركة العقلانية، والأهم من ذلك هو تجسّد المشروع الحضاري بشكل عملي على أرض الواقع، وهذا الأمر هو الذي يعطي حركته الصدقية والواقعية في مبادئها وأهدافها”.
ويختتم معاش حديثه بالقول: إن “سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) يشكّل الامتداد الحقيقي لمشروع الإمام الراحل (قدس سره)، إذ كان الظهير والسند القوي والرفيق الأول للسيد الراحل في مشروعه الكبير، فشارك في بناء هذا المشروع لبنة لبنة وآمن بقوة بمبادئه وأفكاره ودعم مواقفه الشرعية والدينية والسياسية في كل الأوقات”.