يُعدّ الخط بالنسبة للمسلمين في الهند، شكلاً من أشكال الفن المقدس، الذي ازدهر في جميع أنحاء البلاد، وخاصّة في دلهي ولاهور ولكناو.
وخلال القرن الثامن عشر الميلادي، عندما كانت لكناو تتطوّر لتصبح مركزاً ثقافياً، اندمج خطّ (الأردو) بسلاسة مع الخطّ العربي والفارسي والرسوم، وذلك خلال حكم سلالة النواب الشيعة، وأصبح يعرف فيما بعد بخطّ الطغراء.
كما ويعرف خط الطغراء (ذو الجذور العثمانية) بأنه مزيج بين خطي الديواني والإجازة، وقد تستخدم أيضاً على النقود الإسلامية أو الطوابع البريدية. ولكل حقبة زمنية أسلوب رسم خاص بها، فتتطور نظراً لتغير الأوضاع لكل زمن، وكان لها موظف خاص يعمل في ديوان الدولة يسمى بالطغرائي.
وتحتفظ المتاحف الهندية اليوم العديد من اللوحات الفنية لهذا الخط، والتي تضمنت خط الآيات القرآنية وذكر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والإمام علي (عليه السلام).
وبحسب الباحثة (سوغاندا باندي)، فإنه “قد تم إحضار عدد من الخطاطين الأتراك الذين مارسوا فن خط الطغراء إلى الهند من قبل الحجاج والتجار وتم عرض أعمالهم في لكناو”.
وتقول: “مع زيادة الطلب على هذا الشكل الفني الغريب بين عامة الناس، بدأ الخطاطون المحليون في تقليد الأسلوب وهكذا برزت لكناو كمركز مهم لهذا الخط”.
وتضيف، “يختلف خط الطغراء عن أنماط الخط الأخرى، لأنه يضمن أن الخطوط العريضة تشبه أي بنية أو حيوان أو غير ذلك، تحمل دلالة إيجابية، وأضاف حرفيو لكناو لمساتهم إليه، بحركات فرشاة دقيقة وحساسة وأنيقة بينما يزينون آيات قرآنية وغيرها على أنواع مختلفة من قواعد الكتابة”.
وتعد لكناو موطنًا للعديد من المعالم الأثرية التي تعود أصولها إلى عصر النواب الشيعة، والعديد منها يحمل نقوشًا خطية يمكن لعشاق الفن مشاهدتها.
وتشير باندي إلى أن “عدد قراء النقوش الخطية (الطغرائية) في لكناو أصبح قليلاً اليوم، ويبذل عدد قليل جداً من الأفراد جهداً لفك رموز الأردية والفارسية والعربية”، مبينة أنه “أقل ما يمكن فعله لإنقاذ هذا الفن من النسيان هو معرفة هذا الشكل الفني وتقدير المهارة المطلوبة لممارسته”.