مواكبُ العزاء الكربلائيّة تحيي شهادة أمير المؤمنين عليه السلام عند مرقدي ولديه الإمام الحسين واخيه العباس عليهما السلام (صور)
أحيت مواكبُ العزاء الكربلائيّة الذكرى الأليمة التي حلّت ببيت النبوّة ومهبط الوحي في مثل هذه الأيّام، ألا وهي شهادة أمير المؤمنين ومولى المتّقين علي عليه السلام عند مرقدَيْ ولديه الإمام الحسين وأبي الفضل العبّاس عليهما السلام، التي ابتدأت بتوافدها منذ ليله الجرح حتّى ليلة الاستشهاد.
وقال رئيسُ قسم الشعائر والمواكب الحسينيّة الحاج رياض نعمة، “إنّ استذكار هذه المصيبة التي تُعدّ أفجع ذكرى أليمة بعد رحيل الرّسول الأكرم محمد صلّى الله عليه وآله، تعتبر عرفاً عزائيّاً اعتاد على إقامته أهالي كربلاء، سواءً كان في هذه الذكرى الأليمة أو مناسباتٍ أُخَر لوفيات الأئمّة المعصومين عليهم السلام، وقد توارثوه جيلاً بعد آخر”.
وأضاف، ان القسم وملاكاته قد أعدّ خطّةً تنظيميّة لاستقبال هذه المواكب التي كان توافدها بعد الإفطار مباشرةً، حيث تمّ تحديد مساراتها ونقطة انطلاقها وختامها، مع الأخذ بنظر الاعتبار الالتزام بجميع الشروط الصحّية والطبّية والعمل على تطبيقها ، وبما يضمن تلافي الزحام الشديد أو التقاطع فيما بين المواكب وسهولة وانسيابيّة حركتها، من خلال نشر عددٍ من منتسبي القسم على نقاط مرور هذه المواكب من البداية حتّى ختامها”.
وأشار السلمان إلى ان “هذه المواكب تجتمع ليلة الاستشهاد بموكبٍ موحّد تحت مسمّى (موكب أهالي كربلاء الموحّد) لتؤدي واجب العزاء بصورة جماعية عند المرقدين الطاهرين من ثم ينطلق الموكب في اليوم التالي يوم الاستشهاد من كربلاء إلى محافظة النجف الأشرف، ليقدّم تعازيه عند صاحب المصاب أمير المؤمنين عليه السلام حيث ستتكفّل العتبتان المقدّستان بنقل المعزّين وتوفير جميع مستلزماتهم الضروريّة”.
يُذكر أنّ هذه المواكبُ كما جرت العادة تكون انطلاقتها من الطرق المؤدّية إلى الصحن الطاهر لأبي الفضل العبّاس عليه السلام وصولاً إليه، بعد أن يصطفّوا على شكل مجاميع مردّدين أكثر الكلمات ألماً وحزناً على هذه الفاجعة، ليسيروا بعدها صوب مرقد سيّد الشهداء صلوات الله عليه قاطعين ساحة ما بين الحرمين الشريفين، صادحةً حناجرهم ولاطمين صدورهم حتّى يصلوا أعتاب الصحن الحسينيّ المطهّر.