يضمّ خصلة شعر منسوبة للنبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)..”حضرة بال” أهم المزارات المقدسة لدى مسلمي كشمير
شيعة ويفز/ خاص
لا يمكن الحديث عن ولايتي كشمير وجامو في الهند، دون التطرّق إلى ضريح (حضرة بال)، الذي يُعتقد أنه يضمّ خصلة من شعر رأس النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وأصبح مزاراً يقصده الملايين من داخل الهند وخارجها، لطلب البركات وقضاء الحاجات.
ويعتبر مزار (حضرة بال)، الواقع على الجوانب الغربية لبحيرة دال في مدينة سريناجار، مقصداً دينياً وسياحياً حيث يجذب الملايين من الزائرين على مدار العام، وهو في نظر الكشميريين يعتبر الرابط الروحي بين النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والمسلمين.
ويطلق على المزار المبارك أيضاً اسم (دارغا شريف)، واسم الضريح هو مزيج من الكلمة الفارسية حضرة (محترم) وكلمة بال باللهجة الكشميرية وتعني (مكان).
وأجازت المحكمة العليا لجامو وكشمير في الفترة الأخيرة، مشروعاً يهدف إلى التطوير المتكامل لضريح (حضرة بال)، كما تم الإعلان عن قيام المسؤولين المعنيين بالمزارات الدينية، بأعمال تطوير وتأهيل للضريح المبارك، وإنشاء المزيد من وسائل الراحة للزائرين.
يحتوي الضريح بحسب ما يعتقد به المسلمون الهنود، على خصة شعر النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، وبحسب المصادر التاريخية التي تابعتها (شيعة ويفز)، فإن هذه الآثار المباركة (خصلة الشعر) جُلبت لأول مرة إلى كشمير من قبل السيد عبد الله الذي يعود بنسبه إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، جاء بها من المدينة المنوّرة في العام (1635 م)، واستقر في مدينة (بيجابور) جنوب الهند، في وقت كانت فيه إمبراطورية المغول تتوسّع بسرعة عبر الهند.
وبعد وفاة السيد عبد الله، ورث نجله السيد حامد ما عند والده من آثار شريفة، إلا أن المغول غزوا المنطقة بعد ذلك بوقت قصير، وتم تجريد السيد حامد من ممتلكات عائلته، فوجد نفسه غير قادر على العناية بالآثار، فباعها للخواجة نور الدين إشاي، رجل الأعمال الكشميري آنذاك.
وجرت بعدها، عملية اعتقال للخواجة إشاي، بأوامر من السلطات العليا، وتوفي في السجن، لكن بحلول العام (1700 م)، حصلت ابنته على آثار (خصلة الشعر المباركة)، وأنشأت ضريحاً لها في مدينة كشمير، وتعاهد أبناؤها وأحفادها على حمايته وخدمة زائريه.
إلا أنه بتاريخ (27 كانون الأول 1963)، جرت عمليات سرقة للآثار المباركة من داخل الضريح، وبسبب اختفائها تم تنظيم مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء الهند، وأذاع رئيس الوزراء الهندي في وقتها جواهر لال نهرو عن اختفاء الآثار الإسلامية المقدسة، وأرسل فريقًا من مكتب التحقيق المركزي في جامو وكشمير للتحقيق في السرقة المشتبه بها، حتى تم استردادها بتاريخ (4 كانون الثاني 1964).
وجرى بناء الهيكل الرخامي الأبيض للضريح في العام (1968) واكتمل بناؤه بعد عشرة أعوام بالتمام، وأصبح تحت إشراف الأوقاف الإسلامية منذ عام (1943 م).
ويحتوي الضريح اليوم على مسجد للصلاة، وهو الوحيد ذو قبة في كشمير، في حين أن المساجد الباقية في المدينة لها سقف مبني على طراز معماري هندي يُعرف بـ (الباغودا).
وفي الوقت الحاضر، يتمّ عرض الآثار المباركة للزائرين بعد وضعها في صندوق زجاجي، خلال المناسبات الإسلامية الخاصة، مثل مولد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ومولد الإمام علي (عليه السلام).