ولاية صور العُمانية تعود للاحتفال بذكرى “الشعبانية”
يعود أهالي ولاية (محافظة) صور بسلطنة عمان للاحتفال، يوم غدٍ الأحد بيوم وليلة الشعبانية الذي يوافق الرابع عشر من شعبان المعظّم من كل عام هجري، وسط إجراءات احترازية.
ورغم محاولات البعض لجعل المناسبة مجرّد تراث شعبي عُماني، إلا أنّ وسائل إعلامية وباحثين يؤكدون بأن الشعبانية في سلطنة عُمان عرفتها ولاية صور منذ القِدم، وهي خاصة بإحياء ولادة الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
ويقول الباحث علي الظاهر من أهالي صور: إنّ “الاحتفال في الولاية العمانية بيوم وليلة الرابع عشر من شعبان المبارك هو خاص بولادة الإمام المهدي (عليه السلام) حيث يحتفل العالم كله بذكرى ولادته العطرة”.
وكان أهالي الولاية توقفوا عن الاحتفال بهذه المناسبة في العام الماضي، بسبب جائحة كورونا حفاظاً على سلامة المجتمع وتنفيذاً لقرارات اللجنة العليا.
واتّخذَ أهالي الولاية هذه العادة منذ قديم الزمن وتوارثوها جيلاً بعد جيل، وتستعد الأسر للاحتفال من كافة النواحي بدءا بتجهيز الملابس مع صرف المبالغ النقدية وشراء الحلويات.
ووفق وكالة الأنباء العمانية، وفي الصباح الباكر تستعد العائلات لاستقبال الأطفال الذين يمرّون على منازل الأهل والأقارب والجيران، وهم يرتدون أزهى الملابس الصورية والفرحة ترتسم على وجوههم مرددين عبارات شعبية مثل “أعطونا شعبانية”، وغيرها من العبارات، وبالابتسامة والترحيب يتم استقبالهم من قِبل الأهالي مقدّمين لهم النقود والحلوى.
وتعد الشعبانية عادة قديمة ولا تزال باقية حتى هذه اللحظة حيث يقوم الأطفال بجولة إلى بيوت الأهالي والجيران والأصحاب أو يقوم البعض منهم بجولة في مختلف الحارات الصورية وذلك لإعطائهم النقود أو الهدايا، وتستمر الجولة من الصباح إلى قبيل المغرب.
كما أن المؤسسات والهيئات والجمعيات الخيرية تشارك المجتمع بيوم “الشعبانية” من خلال تنظيم مسابقات واحتفالات وتوزيع الهدايا لرسم البسمة على وجوه الأطفال وإضفاء البهجة في قلوبهم.
ويلفت الباحثون إلى أن “مناسبة الشعبانية هي ثقافة لا يفهمها إلا أبناء وبنات صور، وهي موروث قديم جدًا نشأ في هذه الولاية العريقة”، موضحين أن “أهدافها عظيمة في النفوس منها التواصل الاجتماعي وإعانة المحتاجين وإدخال الفرحة على المؤمنين”.
ويشير الباحثون إلى أنّ “هذه المناسبة هي خاصّة بذكرى ولادة الإمام المهدي (عليه السلام)، إلا أن التعتيم الممارس للتغطية على هذه المناسبة الخاصة بمحبي أهل البيت (عليهم السلام) يجعلها تبدو وكأنها مناسبة تراثية شعبية لا أكثر”.