شيعة ويفز/ خاص
تتوسّطُ منطقة (سرجودا) بإقليم البنجاب الباكستاني، قرية شيعية صغيرة باسم (بيند رحيم شاه) أو (كربلاء الثانية)، وغالبية سكّانها من المسلمين الشيعة أكثرهم من عائلة (الشيرازي) التي نزحت من منطقة شيراز الإيرانية.
القرية تأسّست على يد (رحيم شاه) الذي يعود نسبه لآل البيت (عليهم السلام)، حيث نزحَ إليها منذ سنوات طويلة، وعاش ودُفن فيها.
وما يميّز هذه القرية الموالية لأهل البيت (عليهم السلام)، أن الأهالي شيّدوا ضريحاً رمزياً للعترة النبوية الطاهرة، تعلوه قبتان ومنارة واحدة مذهّبة، ويتوافد عليه الناس على مدار اليوم لإحياء الشعائر الدينية وإقامة الصلوات وأداء الزيارة المباركة لآل البيت الأطهار (عليهم السلام).
وبحسب ما تتبّعته (شيعة ويفز) من معلومات وحصلت عليه من صور، فإنّ الداخل للضريح الرمزيّ، يلحظ كبرَ المساحة المخصّصة له، وقد وضعت عند الباب الرئيسية له، لوحة كبيرة كتبت عليها نص الزيارة الجامعة لأهل البيت (عليهم السلام)، فيما يضم في داخله على غرف للعبادة والصلوات، إضافة إلى أضرحة رمزية وأخرى تعود لعلماء دين من بيت (الشيرازي)، يقصدهم الناس لطلب البركة وقضاء الحوائج.
ويضم الضريح أيضاً، مقامات صغيرة، لما يسمّى (بيت الأحزان) الخاصة بذكر السيدة الزهراء (عليها السلام)، وكذلك مقام رأس الشهداء الذي يحتوي على أسماء الشهداء الأبرار الذين شاركوا مع الإمام الحسين (عليه السلام) بمعركة الطفّ الخالدة.
كما ويحيط بالضريح الرمزيّ، سور كبير أشبه بصحن خارجي يحتوي على مرافق وخدمات عامة للزائرين، إضافة إلى تشييد مقبرة لدفن المتوفّين من أهالي القرية، تبرّكاً بالضريح والأجساد والقبور التي يحتضنها.
ويشهد الضريح الرمزي، إقبالا متزايداً لزيارته من قبل أهالي القرية والساكنين في القرى المجاورة، الذين يتبرّكون بذكر أهل البيت (عليهم السلام) وإحياء أمرهم وإقامة الشعائر الدينية وخاصّة الشعائر الحسينية خلال شهري محرم الحرام وصفر من كل عام.
وبالنسبة لأهالي القرية والزائرين، فإن وجود هذا الضريح المبارك “يذكّرهم دائماً بمقام الإمامة الإلهية التي اختصّها الله (سبحانه وتعالى) للعترة المحمدية الطاهرة، كما ويزرع الأمل داخل قلوبهم وهمْ يتوافدون زرافات إليه لطلبِ البركة وقضاء حاجاتهم باسم أهل البيت (عليهم السلام)”.
وأكثر أمر شجّع الأهالي على تشييد هذا المقام أو الضريح الرمزي، هو محبّتهم وشوقهم لزيارة العتبات المقدسة في العراق، وخاصة مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، ولذلك “جعلوا من هذا المكان ضريحاً رمزياً يقرّبهم من مدينة كربلاء المقدّسة”.