تفيدُ استطلاعات الرأي والمراكز البحثية، بحدوث تحوّل شبه كامل نحو الإسلام في دولة اسكتلندا (إحدى الدول الأربع المكونة للمملكة المتحدة)، ويعود ذلك للنشاط الديني والسياسي والاجتماعي “الفعال” لدى مسلميها فضلاً عن الهجرات المستمرة إليها.
وتضم هذه الدولة العريقة اليوم، أكثر من ثلاثين مسجداً للمسلمين الشيعة والسنّة، فضلاً عن الحسينيات التابعة للجالية الشيعية من الأصول الهندية والإيرانية والباكستانية والعراقية.
إلى جانب ذلك، فهي تضمّ العديد من المراكز والمؤسسات المعنية بالأعمال الإنسانية والخيرية التي ينخرط بها عدد كبير من طلاب الجامعات والشباب لمساعدة المحتاجين والمهاجرين.
وعلى مستوى العلاقة ما بين القومية الإسكتلندية والمجتمع الإسلامي فهي تبدو متناغمة بشكل غير معهود في باقي المجتمعات بحسب تقرير نشره موقع (إيكونومست) وتابعته (شيعة ويفز).
ويشير إلى أن “المسلمين مندمجون في الحياة الإسكتلندية اليومية، ويظهر ذلك حتى في اللباس الاسكتلندي التقليدي المعروف بـ (الطرطان)، حيث يجمع بين اللونين (الأزرق الاسكتلندي) و (الأخضر الإسلامي)”.
كما وتشير تقارير حديثة لوسائل إعلامية بأن “المسلمين في إسكتلندا يشكّلون قوة اقتصادية أكبر من نظرائهم الإنجليز، فالكثيرون منهم يشاركون بالأعمال التجارية، ويصلون إلى إسكتلندا وهم يمتلكون الوسائل اللازمة لمباشرة حياتهم”.
وتوضح بأن “تزايد عدد المسلمين في البلاد عمل على تشكيل مجموعات عملٍ اجتماعيّة؛ من أجل دعم المسلمين الجدد وحمايتهم وتوفير احتياجاتهم”.
وفي الوقت الحالي، وبحسب موسوعة (ويكيبيديا) يعتبر المجتمع الإسلامي “ثاني أكبر المجتمعات الدينية في اسكتلندا، خصوصاً وإن الإسلام دخل هذه الدولة في وقت مبكر جداً، وازدادت أعداد المسلمين بفعل الهجرة المستمرة”.
ونتيجة لانفتاح المجتمع الاسكتلندي على المسلمين وإعجابه بدينهم وأخلاقهم وأنشطتهم الإنسانية والاجتماعية، فضلاً عن الهجرة، فإن المتوقّع أن تتحوّل هذه الدولة إلى الإسلام بشكل شبه كامل في المستقبل القريب.
أما بالنسبة للمكوّن الشيعي الأبرز في إسكتلندا، فهو يمارس شعائره الدينية والعبادية بحريّة، كما تشهد المدن التي يقطنها المسلمون الشيعة القيام بالممارسات العبادية والشعائر الحسينية خلال شهر محرّم الحرام وصفر لإحياء ذكرى عاشوراء وأربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).
وأقرّ البرلمان الاستكلندي، يوم (12 من تشرين الاول) من كل عام يوماً باسم الإمام الحسين (عليه السلام) تكريماً لنهضته الإنسانية وتضحيته في رفض الظلم في سبيل سعادة البشرية.
