شيعة الهزارة يواصلون تعليمهم رغم مخاوفهم من استهداف طالبان لفصولهم الدراسية
رغمَ المخاوف المحيطة بطلاب شيعة الهزارة في أفغانستان، من محاولات استهدافهم على يدي العصابات الإرهابية في أي لحظة، إلا أنّهم أصروا على العودة لمدارسهم التي تعرّضت للقصف وأذهبت بضحايا كثيرين من زملائهم.
مخاوف الطلاب تكمن حالياً في عودة عصابات طالبان الإرهابية للحكم بعد اتمام المفاوضات الجارية مع الحكومة الأفغانية، وإعادة مسلسل التفجيرات والاستهدافات الدموية للأقلية الشيعية، بحسب ما نشرته صحيفة (ذا نيويورك تايمز) وتابعته (شيعة ويفز).
قبل عامين ونصف، فجر انتحاري سترة ناسفة خلال حصة الرياضيات في مركز التدريس بأكاديمية ماوود، ومات ما لا يقل عن (40 طالباً) معظمهم من أقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان، أثناء دراستهم لامتحانات الالتحاق بالجامعة.
نجيب الله يوسفي، المعلم الذي نجا من انفجار أغسطس 2018، انتقل مع طلابه إلى موقع جديد. حيث قرّر إكمال تقديم حصصه لطلابه في الأكاديمية، ومواجهة الإرهاب بالتعليم.
وقال يوسفي: “أنا سأقتل على أي حال، لذا سأعمل على تدريس طلبتي وحمايتهم أيضاً، وإذا ما قرر إرهابي الدخول للصف ومحاولة تفجيره سأحتضنه على الفور وأضحي بنفسي من أجل حماية طلابي”.
ولكن حتى مع إعاقة العنف لبعض الطلاب، يواصل العديد من شباب الهزارة العودة إلى الفصول الدراسية، حيث تجاوزوا مخاوفهم وخوفهم من السعي وراء أحلامهم في التعليم العالي في بلد حيث حضور الصف هو تعبير عن الإيمان بالعلم وسط مناخ من الرعب.
ويقول الأستاذ يوسفي إن “عدد الطلاب في أكاديمية (موود) انخفض بمقدار النصف تقريباً هذا العام بسبب المخاوف الأمنية جزئيًا – إلى 2000 من حوالي 4000 العام الماضي”. ولكن بالنسبة لأولئك الذين تغلبوا على مخاوفهم، فإن الدراسة لاجتياز الامتحان أصبحت “مسألة شرف”، على حد قوله.
وإلى جانب المخاوف من الإرهابيين، فإن الوضع الاقتصادي للطلاب الشيعة لا يقل ضرراً على حياتهم، حيث ينحدر أكثرهم من أسر فقيرة للغاية، ويقيمون في (نُزل رديئة) ويتناولون طعاماً بسيطاً، مع ذلك يقولون: إنهم “أول من سعى للحصول على تعليم جامعي في عائلاتهم، إذ يثابرون في ظل التوقعات الضخمة بأنهم سيتخرجون ويؤمنون وظائف ذات رواتب عالية لدعم أسرهم”.