شيعة العراق يتساءلون عن سبب تجاهل “بابا الفاتيكان” زيارة المرقد العلوي الطاهر
أبدى المسلمون الشيعة في العراق استغرابهم من تجاهل بابا الفاتيكان زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي يعدّ رمز الإنسانية في العالم، إلى جانب أن مرقده الطاهر يمثل مدفناً لعدد من الأنبياء والرسل منهم النبي آدم والنبي نوح عليهما السلام، خصوصاً وأن زيارته هذه تُعد الأولى.
ووصفَ مدوّنون على صفحات التواصل الاجتماعي، زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى مدينة النجف الأشرف، ولقائه بالمرجع السيستاني، بـ (غير الكاملة) و(الغريبة)، كونهُ لم يتشرّف بزيارة مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي يعُدّ سرّ هذه المدينة وإمام الشيعة في كل زمان ومكان.
الزيارة كانت بالنسبة للكثير من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) صادمة وغير موفقة أيضاً، بحسب ما دوّنوه على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي وتابعتها (شيعة ويفز).
وانتقد المدوّنون البابا شخصياً وقالوا: إنه “حلّ ضيفاً في مدينة أمير المؤمنين (عليه السلام) وشاهدَ القبة الشماء للمرقد العلوي الطاهر، ولم يحرّك ساكناً لاصطحاب وفده البابوي لزيارة أعظم شخصية إسلامية، وصاحب المواقف الإلهية المشرفة والإرث العظيم الذي أنصف المسلمين وغير المسلمين خلال حكومته ومواثيقه وعهده لولاة أمره”.
وأضافوا، “البابا فرنسيس يعرف جيداً من هو أمير المؤمنين (عليه السلام) وقرأ بالتأكيد كلماته التي ينصف بها الجميع (الناس صنفان.. إما أخٌ لك في الدين أو نظير لكَ في الخلق)، ومع ذلك لم يجعل من أولويات زيارته التي توصف بالتاريخية التشرّف بزيارة المرقد العلوي الطاهر”.
كما وانتقد آخرون حالة الحماس المفرطة لدى البعض في الزيارة البابوية للعراق والنجف، وقالوا: إنّ “البابا فرنسيس هو من يتشرف بزيارة النجف الأشرف لا العكس من ذلك”، وأضافوا، “نعيب عليه عدم زيارته لمرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان الأولى به وبالقائمين على تنظيم برنامج زيارته أن يدخل رحاب هذا المرقد الطاهر الذي يعدّ أساس وجود النجف نفسها والإمام الأول لأتباع المذهب الحق”.
ولفت البعض إلى أنّ “برنامج زيارة البابا لم يكن بالمستوى المطلوب، خصوصاً وأنه لم يزر مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) بعدّه رمزاً للإنسانية في العالم، وكذلك زيارة قبور الأولياء الصالحين والأنبياء التي تحتضنها مدينة النجف الأشرف، إضافة إلى تأجيل زيارته لبيت نبي الله إبراهيم (عليه السلام) في أور، الذي يُعدّ أبا الأنبياء والرسل (عليهم السلام)، وانشغاله بزيارة بغداد ولقاء مسؤوليها”.
وأكدوأ أيضاً على “أهمية هذه الزيارة في نشر السلام بين معتنقي الديانتين الإسلامية والمسيحية، إلا أنّ تجاهل البابا فرنسيس زيارة المرقد العلوي الطاهر، تثير الاستغراب”، متسائلين إن كان رئيس الفاتيكان “نسي أو تجاهل وجود أمير العدالة الإنسانية ومرقده الطاهر يتوسّط أرض النجف الأشرف”.