شيعة ويفز/ خاص
أحيتْ منظمات حقوق الإنسان قبل يومين، اليوم العالمي للعدالة، في دعوة منها لتعزيز العدالة الاجتماعية وبذل الجهود الإنسانية لمعالجة قضايا الفقر والاستعباد والبطالة وغيرها.
المناسبة الدولية، يتم الاحتفاء بها كل عام، بتاريخ (20 شهر شباط)، وتسبق ولادة الإمام العادل علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأسبوع واحد فقط، لتشهد صفحات التواصل الاجتماعي بهذه المناسبة، دعوات لناشطين دينيين لإحياء “الأسبوع العالمي للعدالة” بدلاً من اليوم الواحد، والتي تتوّج بولادة هذا الرمز الإسلامي العظيم.
وسيحي المسلمون في كل أنحاء العالم، ذكرى ولادة سيّد العدالة الإنسانية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) التي توافق يوم الثالث عشر من شهر رجب الأصب.
العديد من المنظمات، بما في ذلك الأمم المتحدة، ورابطة المكتبات الأمريكية (ALA)، ومنظمة العمل الدولية، تتخذ موقفاً حول أهمية العدالة الاجتماعية للناس، وتقدم العديد من المنظمات أيضاً خُططاً لتحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية من خلال معالجة الفقر والاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي والبطالة.
وفي هذه المناسبة العطرة، جاءت تأكيدات ووصايا المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي على ضرورة أن تعمل الأنظمة السياسية بما كان عليه في زمان حكومة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ووصيه أمير المؤمنين (عليه السلام).
ويشير سماحة المرجع الشيرازي إلى أن “الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أوصل خلال أقلّ من خمس سنين من حكمه البلاد إلى حدّ لم يعلم وجود فقير واحد حتّى في أطرافها النائية عن العاصمة، بل حتى أنّ وجود مستعطٍ غير مسلم”.
وفي مجال الاقتصاد، وضمان معيشة الأقلّيات، يقول سماحته: “لم يَدع الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أيّام حكومته فقيراً واحداً من أهل الكتاب إلاّ وضمن معيشته”، مبيناً، “لقد ساوى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إبّان حكومته في القضاء الإسلامي بين الحاكم الأعلى وفرد عادي من أفراد الأقلية”.
وعلى مستوى الاعتراف العالمي بعدالة الإمام علي (عليه السلام) كانت رسالته وعهده إلى عامله مالك الأشتر (رضوان الله تعالى عليه)، نموذجاً إنسانياً يحتذى به في نشر العدالة الإنسانية.
وسبق أن اتخذ الأمين العالم للأمم المتحدة الأسبق (كوفي عنان) قراراً باعتبار كلمة أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) في عهده لمالك الأشتر، وثيقة دولية وأحد مصادر التشريع الدولي بعد أن قرأ كوفي عنان كلمة مترجمة لأمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) (يا مالك إن الناس؛ إما أخ لك في الدَّين أو نظير لك في الخلق)، وعلق عليها عنان قائلاً: “هذه العبارة يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تُنشدها البشرية”.
وبعد أشهرٍ اقترح (كوفي عنان)؛ أن تكون هناك مداولة قانونية حول كتاب الإمام علي (عليه السلام) إلى مالك الأشتر، فتداولته اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، وبعد مداولات ومدارسات رُشِّح للتصويت، وصوَّتت عليه الدول بأنه أحد مصادر التشريع الدولي.
وعلى ضوء تقرير الأمم المتحدة للعام 2002م، الإمام علي رائد العدالة الإنسانية والاجتماعية، وتسميته بـ(حكيم الشرق) دون منازع، واتخذوه رمزاً للعدالة الإنسانية والاجتماعية، وقد أصدرت الأمم المتحدة تقريراً باللغة الإنجليزية وستين صفحة، أعدَّه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم.
وتم في ذلك الوقت، اتخاذ الإمام عليّ (عليه السلام) من قِبَل المجتمع الدَّولي شخصيةً متميزة، ومثلاً أعلى في إشاعة العدالة، والرأي الآخر، واحترام حقوق الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين، وتطوير المعرفة والعلوم، وتأسيس الدولة على أسس التسامح والخير والتعددية، وعدم خنق الحريات العامة.
وقد تضمَّن التقرير مقتطفات من وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) الموجودة في نهج البلاغة، التي يوصي بها عمَّاله، وقادة جنده، حيث يذكر التقرير أنَّ “هذه الوصايا الرائعة تُعدُّ مفخرة لنشر العدالة، وتطوير المعرفة، واحترام حقوق الإنسان”.