أخبارالمرجعية

باحثون: سامراء عرفت التشيّع بجهود الميرزا الشيرازي

أصبحت مدينة سامراء المقدّسة مهوى أفئدة الناس من كل مكان، وأصبح للحضور الشيعي فيها ثقله ومكانته، وفيما اعتاد محبو أهل البيت (عليهم السلام) على إحياء ذكرى استشهاد الإمامين العسكريين (عليهما السلام)، وبينها إحياء شهادة الإمام علي الهادي (عليه السلام) اليوم الثلاثاء.
ويعود بنا الباحث (محمد طاهر الصفّار) إلى ما قبل (130 سنة) من الآن، مستذكراً جهود المرجع الديني المجدد السيد محمد حسن الشيرازي (قدّس سره) الذي يحصد المحبون والموالون جهود إقامته في سامراء وتأسيسه للحوزة العلمية الشريفة فيها.
ويقول الباحث بأن “مدينة سامراء عاشت عصراً ذهبياً أثناء وجود المجدد السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي (1230-1312هـ) والذي يعد من كبار مراجع التقليد وعظام علماء الإمامية وأساتذة الفقه والأصول والذي وصلت إليه رئاسة المذهب الجعفري في عصره”.
ويضيف، “بذل المجدد الشيرازي منذ انتقاله إلى سامراء جهوداً كبيرة لإيجاد مؤسسة دينية وعلمية عظمى في هذه المدينة خلال سنوات تواجده فيها, وكان للدور العظيم الذي قام به في نهضته العلمية وتشييد مدرسته الدينية أثراً كبيراً في استعادة سامراء مكانتها العلمية والثقافية فاستقطبت كثيراً من العلماء والطلاب الذين هاجروا من البلاد الإسلامية كافة ليحظروا دروسه”.
ويبين بأن ” المجدد أسس هذه المدرسة العظيمة سنة (1308هــ) وبدأ نشاطها العلمي منذ تأسيسها وقد تخرج على يد المجدد الشيرازي كثير من أجلاء العلماء وأفاضل الفقهاء وأهل التحقيق البالغين مرتبة الاجتهاد ومن أبرز هؤلاء العلماء الأعلام الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي الحائري (زعيم ثورة العشرين) والذي يعد من كبار العلماء وأعاظم المجتهدين المجاهدين, والسيد محمد الفشكاري الأصفهاني, والشيخ أغا بزرك الطهراني وغيرهم”.
ويؤكد بالباحث بأن “مدينة سامراء ازدهرت في عصر المجدد الشيرازي الذي نقل إليها الفكر الشيعي وانتشر بفضله في هذه المدينة”.
فيما يقول الشيخ محمد حسين المظفر: “لما قطن فيها ــ أي سامراء ــ زعيم أهل الدين في عصره السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي استعاد التشيّع فيها نشاطه وهاجر إليها كثيرٌ من أبناء العلم وأرباب المكاسب.
أما عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي فيبين أن “انتقال الإمام الشيرازي إلى سامراء، أثار قلق العثمانيين بعد أن فاجأهم الحضور الشيعي فيها بشكل سريع من انتقال الفكر الشيعي إليها بعد قيام الإمام الشيرازي بإعلان فتواه في تحريم (التنباك) خلال انتفاضة التبغ في ايران بين (1891-1892) مما دفع بعض المسؤولين العثمانيين في العراق إلى توجيه نداءات متكررة إلى اسطنبول للوقوف أمام انتشار التشيّع في العراق وكان رد فعل اسطنبول هو اقامة مدرستين في سامراء سلّمت ادارتها إلى شيخ من مشايخ المتصوفة”.
ونعود للباحث الصفار الذي يلفت إلى أن “الإمام المجدد الشيرازي قد عُرف بمواقفه العظيمة التي وقفها في سبيل إصلاح واقع المسلمين ووحدتهم والتصدي لأعدائهم ولم تقتصر مواقفه على الساحة الدينية والفقهية بل تعدتها إلى الساحتين السياسية والاجتماعية ومن أبرز هذه المواقف موقفه من معاهدة بيع امتياز إنتاج التبغ في إيران التي ذاع صيتها في البلدان وكثر فيها الحديث”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى