مقام الخضر إلياس.. وجهة العراقيين من مختلف الطوائف لطلب قضاء حوائجهم
أصبحَ مقام الخضر (عليه السلام) في بغداد أو ما يُعرف بـ (خضر إلياس) ملاذاً يتزاحم فيه عراقيون من مختلف الطوائف الدينية لتحقيق أمنياتهم وقضاء حوائجهم.
والمقام هو في الأصل مسجد قديم بني على نهر دجلة في جانب الكرخ، ضمن محلّة (خضر الياس)، وتحوّل فيما بعد إلى مدرسة للعلوم الدينية، ليعود مرة أخرى إلى مسجد تقام فيه الصلوات الخمس وذلك بتاريخ (1947).
ويُعدّ المقام من المباني البغدادية الأثرية، تم بناؤه من مادة الطابوق والآجر، وتعلوه قبة صغيرة مطلية بالدهان الأزرق الفاتح، ويرتاده الكثير من الناس لتقديم النذور باسم سيّدنا الخضر (عليه السلام) الواردة قصته في القرآن الكريم، وتذكره روايات أهل البيت (عليهم السلام) بالافتخار ونصرته للإمام المهدي (عليه السلام).
وبحسب أهالي المنطقة، فإنّ مقام خضر الياس يعتبر “متنفّساً لهم ويقبلون على زيارته يومياً للتبرك باسم صاحب المقام وطلب قضاء حوائجهم”.
وتبدأ تقاليد زيارة المقام بالصلاة وإيقاد الشموع التي تثبت على قطعة من الخشب أو البلاستك، وتركها تطفو فوق مياه نهر دجلة، أما في شهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية، فهو يشهد توافداً كبيراً من الزائرين لإحياء الشعائر الدينية.
وبالنسبة لإدارة المزار، فقد تبرّعت إحدى نساء المنطقة وتدعى (عمارة نعمة) على الاهتمام به وتنظيفه وفتح أبوابه للزائرين، وتقول في تصريح صحفي تابعته (شيعة ويفز) إنها “على مدار (35 عاماً) تقوم بفتح المقام للزائرين القاصدين إليه من بغداد وخارجها لطلب حوائجهم والتبرك به”.
وتقول عمارة: إنها “تستقبل زائرين من الشيعة والسنة وحتى المسيحيين، الذين يزورون المقام للدعاء وإضاءة شمعة فيه”.
وتضيف بأن “غالبية الزوار من النساء اللائي يقدمن لإحياء الزيارة وتقديم النذور لقضاء حوائجهن الحياتية”، مشيرة إلى أنّ “معظم النساء يزرن المقام بحثاً عن راحة البال والطمأنينة”.
وتتولّى النساء من عائلة عمارة رعاية المقام والاهتمام به منذ ثلاثة أجيال، وتأمل أن يتولى أبناؤها الأمر بعد رحيلها.
ولمقام خضر الياس نسخ مشابهة في أماكن أخرى مثل المقام الموجود في قضاء (الأسكندرية) وآخر في ناحية (المدحتية) لكن اشهرها هو الموجود في العاصمة العراقية بغداد.