تركيا: لون أحمر يغطي منازل “علويين” تثير مخاوف إعادة “استهدافهم”
أعادتْ أعمال تخريبية، على أبواب عدد من بيوت طائفة العلويين المسلمة في تركيا، ذكريات العنف ضدّ هذه الأقلية المضطهدة، وتحديداً ما حدث في مذبحة (كهرمان مرعش) سنة 1978.
وذكرت وسائل إعلام تركية تابعتها (شيعة ويفز) أن “عدداً من مساكن العلويين تم تمييزها باللون الأحمر في محافظة يالوفا شمال غرب تركيا، مما يعيد ذكريات العنف ضد المجتمع في الماضي بعد أن تم تعليم منازلهم بالمثل”.
الحادث وقع في حي باغلربشي، حيث قام مجهولون بتشويه جدران المنازل الخمسة برذاذ أحمر. وفتحت الشرطة تحقيقاً للعثور على الجناة بعد أن أبلغ الأهالي عن وجود آثار على منازلهم.
وقال ضحايا التخريب المتعمد إن “هذه الحادثة تعيد للأذهان ذكريات العنف الممنهج ضد طائفة العلويين”.
فيما قالت فكرت دمير، الرئيس الإقليمي لجمعية حاج بكتاش إن “مثل هذه الحوادث كانت خطيرة لأنها زادت من التوتر والاحتكاك الاجتماعي”.
وأضاف أن “العديد من منازل العلويين قد تم تعليمها باللون الأحمر على مر السنين”، لكنه قال إن “هذه الحوادث لم يتم التحقيق فيها بشكل حقيقي”، مبيناً أن “هذه الأشياء تؤذينا لأننا نتذكر المجازر السابقة التي ارتكبت ضد العلويين”.
وتابع بالقول: إن “الجميع بحاجة إلى رفع أصواتهم ضد مثل هذه الأفعال وأن السلطات يجب أن تفي بمسؤولياتها من خلال العثور على الجناة”.
جدير بالذكر أنه تم تمييز المنازل العلوية بالمثل بالطلاء الأحمر قبل مذبحة كهرمان مرعش التي وقعت في 19-25 ديسمبر / كانون الأول 1978. التي قُتل فيها أكثر من 100 شخص خلال المذبحة، كما تم حرق مئات المنازل وأماكن العمل الخاصة بالمواطنين العلويين.
وهذه المذبحة ليست سوى واحدة من بين العديد من المذابح التي تعرض لها العلويون في التاريخ التركي.
فخلال الحقبة الجمهورية ، قُتل الآلاف من العلويين في ديرسم عام 1937، وقتل المئات في مذابح في مدينتي كوروم ويوزغات في السبعينيات. قتل أربعة وثلاثون مفكراً علويًا في حريق عام 1992 داخل فندق Madımak في سيفاس. في حوادث أخرى، كما حدث في حي غازي العلوي في اسطنبول عام 1995، استُهدف العلويون من قبل أشخاص مسلحين بأسلحة آلية.