مراكز بحثية ومحللون: لا يوجد مكان آمن للمسلمين “الشيعة” في ماليزيا
شيعة ويفز/ خاص
لا يُعرف عن المسلمين الشيعة سوى أنّهم “مسالمون، متسامحون ومتحابون”، لكن هذه الصفات الثلاثية البارزة عنهم، يراها المتشدّدون في ماليزيا وعموم “آسيا الشرقية” على العكس من ذلك، فهم في نظرهم “يشكّلون تهديداً للأمن القومي”!.
ففي ماليزيا، يعيش المسلمون الشيعة بنسبة ثلث السكان الماليزيين في واقع مؤلم، فهم في أكثر الأحيان “مضطهدون، مشرّدون ومستضعفون”، على الرغم من أن الأخيرة، حوّلها أكثر الشيعة إلى قوّة مضادة، فهناك نشاطات فاعلة لهم وإن كانتْ تتم في خفاء أكثر الأحيان، إذ أن الهدف الثابت هو إحياء ذكر آل بيت العصمة (عليهم السلام).
وتؤكد المراكز البحثية بأنّ “المجموعات الشيعية في ماليزيا لم يتم ربطهم بهجمات إرهابية محلية أو جماعات متطرّفة، بل هم على العكس يتعرّضون للاستهداف المستمر من قبل الجماعات التكفيرية والمتشدّدة دينياً”.
وتشير إلى أن “هنالك نشاطاً فاعلاً لا بأس به للتعريف بالفكر الشيعي الذي يجذب الكثيرين لاعتناقه والاعتقاد به”.
وأكثر مظاهر العنف والاستهداف التي يعاني من شيعة ماليزيا هو “الاستهداف المباشر عبر الهجمات الإرهابية، إضافة إلى استمرار اختفاء الناشطين الشيعة مع أسر البعض واعتقالهم بتهم التجديف”، و”غالبًا ما يتم التغاضي عن الاضطهاد داخل الإسلام، وتحديداً ضد الأقلية الشيعية والأحمدية، في المنطقة”.
ولا تخفي هذه المراكز المتخصّصة بالحركات الدينية في الوقت ذاته من أنّ “الإسلام المحافظ والمعتدل المتمثل بـ (الشيعة) في تصاعد مستمر، إلا أن المخاوف الحالية بالنسبة لماليزيا وحتى إندونيسيا من أن الدولتين يمكن أن تصبحان ذات يوم بؤر للجماعات الإجرامية التي تتبنّى أفكار تنظيم داعش الإرهابي”.
وماذا عن موقف الدولة من هذا الاضطهاد؟
ينصّ الدستور الماليزي على أن الإسلام هو دين الدولة، ويشيع بأنه لا يميز بين السنة والشيعة. ومع ذلك، ففي عام (1996)، حكم المجلس الوطني للإفتاء في البلاد بأن الشيعة “منحرفون”. كما قضت “بوجوب التزام المسلمين في ماليزيا بـ “تعاليم الإسلام القائمة على عقيدة أهل السنة والجماعة” أو الإسلام السني”، وتم “حرمان معتنقي المذهب من ممارسة أنشطتهم وطقوسهم بحرية وكذلك حرمانهم من حرية التعبير عن الرأي في المطبوعات وحتى الشبكة العنكبوتية، وحرمانهم من التعبّد بمذهبهم الإسلامي الأصيل”. بحسب وسائل إعلامية.
ويُعتقد أن (11 ولاية) من أصل (14 ولاية) في ماليزيا قد نفّذت الفتوى في هيئات السلطة الإسلامية التابعة لها، على الرغم من أن اللوائح المناهضة للشيعة ليست موحّدة عبر الولايات.
ففي عام (2014)، رفضَ قاضٍ في محكمة دينية إسلامية في بيراك، ولاية شمال ماليزيا، قضية ثلاثة شيعة اعتقلوا لحيازتهم كتباً عن الثقافة الشيعية.
ومع ذلك، يرى محلّلون مستقلون بأن “هناك حدة متزايدة ضد الشيعة”.
ويعتقدون أيضاً بأن “صعود المشاعر المعادية للشيعة في جنوب شرق آسيا يرتبط ارتباطًا مباشرًا بنمو الوهابية المتأثرة بالأموال (السعودية)”.
كما أن هناك تقارير أفادت بأنّ “جنوداً ماليزيين قاتلوا مع التحالف الذي تقوده السعودية في حربها ضد اليمن”.
بينما تنقل وسائل الإعلام تصريحاً لعالم الاجتماع الماليزي (فريد العطّاس) بأنه “قد ألقى باللوم على الأغلبية الصامتة من المسلمين (السنّة) في بلاده لغضّ الطرف عن محنة الشيعة ومعاناتهم”.