المرقد العلوي الطاهر ينعى رحيل بضعة المصطفى (صلى الله عليه وآله)
فجيعةٌ سكنتْ قلبه، وحزنٌ يتجدّد كل عام عند مرقده الطاهر في النجف الأشرف، فقد توشّحت جدران مرقد الإمام علي (عليه السلام) بالسواد لإعلان الحداد الدائم على رحيل زوجته الطاهرة البتول فاطمة الزهراء (عليها السلام).
العتبة العلوية المطهرة، ومن خلال شعبة التطريز التابعة لقسم النقوشات وإحياء التراث، نشرت معالم الحزن والسواد في أرجاء الصحن العلوي المبارك، بمناسبة ذكرى استشهاد بضعة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بحسب الرواية الثانية للذكرى الأليمة.
كما وأعلنت العتبة المطهرة في بيان لها أنها “أعدّت برامج خاصة لإحياء الذكرى الأليمة، تتضمن إقامة المحاضرات الدينية والفكرية من على منبر الصحن العلوي الطاهر، فضلاً عن فعاليات ثقافية لإحياء المناسبة”.
ويستذكر أتباع أهل البيت (عليهم السلام) ذكرى استشهاد السيدة الزهراء (عليها السلام) التي تحلّ بحسب الرواية الثانية في الثالث عشر من شهر جمادي الأولى، وبناءً على هذه الرواية تكون بضعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) قد بقيت بعد أبيها (75 يوماً) ورحلت بعمر الـ (18 سنة) شهيدة مظلومة.
وجاء في الأثر، أنه بعد انتهاء الإمام علي (عليه السلام) من مراسم دفن زوجته الطاهرة السيدة الزهراء (عليها السلام)، نفض يده من تراب القبر وهاج به الحزن لفقد بضعة الرسول وزوجته الودود التي عاشت معه الصفاء والطهارة والتضحية والإيثار، وتحمّلت من أجله الأهوال والصعاب، فأرسل دموعه على خدّيه، وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: “السلام عليكَ يا رسول الله عنّي، والسلام عليك عن ابنتك وحبيبتك وقرّة عينك وزائرتك والبائنة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبري، وعفى عن سيدة نساء العالمين تجلّدي، إلاّ أنّ في التأسي لي بسنَّتك في فرقتك موضع تعزي، فلقد وسدتُك في ملحودة قبرك بعد أن فاضت نفسك بين نحري وصدري، وغمضتك بيدي، وتوليت أمرك بنفسي. بلى، وفي كتاب الله لي أنعم القبول، إنّا لله وإنّا اليه راجعون، قد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، (واختلستُ الزهراء)، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله!”.