استذكار سريع لعام 2020.. محطات مهمة في حياة الأمة الإسلامية
شيعة ويفز/ خاص
ثلاثة أيام وينتهي عام 2020، الذي كان محمّلاً بالمفاجئات وحافلاً بالمواقف والذكريات واللحظات المهمّة من عمر البشرية، ولعلّ جائحة كورونا كانت هي المسيطرة والمتصدّرة من بين ما جرى خلال عام كامل، إلا أنّ هنالك محطّات هامة في حياة المسلمين وتحديداً شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، التي نمر عليها سريعاً للوقوف عندها لحظات عابرة ونحن نستقبل عاماً ميلادياً جديداً.
شعائر الحسين.. خالدة بخلود القضية
كانت زيارة عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام) وأربعينيته الخالدة، هما الحدثان الأبرزان في عام الشيعة هذا ولكل المسلمين والأحرار في العالم، فكان الرهان صعباً للغاية، والمخاوفُ تحيط بالزائرين الوافدين لكربلاء، بين رافضين كُثر لأداء الزيارتين العظيمتين، ومؤيدين مخلصين أبوا إلا أنْ تقامَ وتجري الأمور في سياقها الطبيعي والشعائريّ مهما كلّف الأمر، وكان ببركات سيد الشهداء (عليه السلام) وهو الشهيد الحيّ والمعجزة الكبرى أنْ رأف الله (سبحانه وتعالى) بالعباد وبالحسينيين المخلصين، حتّى شهدت العراق تراجعاً ملحوظاً وعجيباً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا الذي أرهقَ الأمم الأكبرى وأعجزَ العقول وشلّ الحركات، نعمْ.. كثيرون لم يوفّقوا لأداء الزيارتين المباركتين من المحبين في الدول العربية والأجنبية بسبب الإجراءات المفروضة وحظر السفر.. ولكن مع ذلك كانت عناية الله تعالى أكبر وأجل لتقام شعائر سيّد الشهداء (عليه السلام) ويحيى ذكره العظيم.
المسلمون.. يد واحدة لرد الإساءات
خلقتْ الرسوم المسيئة لمجلة (شارلي ايبدو) الفرنسية بحق شخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ومن بعدها التصريحات اللامسؤولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ودعمه لهذه الحرية الزائفة، خلقت أزمة كبيرة في العالم، إلا أنّها أفرزت معطيات في غاية الأهمية، وهي وحدة المسلمين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم حول هدف واحد وقضية واحدة وهي نصرة نبيّهم ودينهم، فخرج التظاهرات في كل مكان من العالم ردّاً على هذه الإساءات، وتطورت الاحتجاجات إلى مواقف سياسية واقتصادية من الحكومة الفرنسية لترغمها في النهاية على التراجع عن مثل هذه التصريحات، إلا أنه في نفس الوقت مضتْ في سياستها العلمانية نحو إغلاق عدد من المساجد وحظر ممارسة إحدى الجماعات المناهضة للكراهية ضد المسلمين عن ممارسة عملها ودورها.. ولكن مثل هذه الأمور ليستْ ثابتة بل متحوّلة بحسب الظرف السياسي والاجتماعي، فالثابت الوحيد الذي سيبقى هو شعور المسلمين بمسؤوليتهم اتجاه دينهم الحنيف والدفاع عن حقوقهم المشروعة.
أنشطة إنسانية باركتها المرجعية
في ظل أزمة كورونا، وحالات إنسانية مرّت على البشرية وخاصة المسلمين، كانت رعاية المرجعية الدينية الرشيدة حاضرة وبقوّة، لتوجيه الناس وحثهم على التكافل الاجتماعي والتعاون فيما بينهم ورعاية الفقراء والمتعففين وتوفير لقمة العيش الهانئة لهم، فضلاً عن أنشطة أخرى مثل تزويج الشباب المؤمنين وإيصال المؤونات، وكانت المؤسسات المدعومة والمباركة من المرجعية الدينية الشيرازية، تعمل على قدم وساقٍ لإيصال المعونات والسلال الغذائية وتقديم العلاجات والأدوية في العراق ودول أخرى مثل إيران والسودان وقارة أفريقيا، بينها إعانة العوائل الفقيرة والمتعففين في مختلف المحافظات العراقية، وإغاثة السودانيين الذين تعرضوا للفيضانات، وإيصال مياه الشرب النقية والمواد الطبية والأغذية لبعض الدول الأفريقية، وغيرها من الأنشطة الإنسانية الراقية.
أكبر مشروع لمساعدة أيتام العراق
هذا المشروع، تبنته وأسست له مؤسسة مصباح الحسين (عليه السلام) للإغاثة والتنمية في مدينة كربلاء المقدسة، والتابعة للمرجعية الشيرازية، ويهدف إلى صناعة قاعدة بيانات بجميع الأيتام في العراق من أجل تأمين المساعدات والرواتب الشهرية لهم، وقد لاقى صدى واسعاً في المستويين الشعبي والرسمي، وتنافس كثيرون للاشتراك فيه ودعمه، والوصول إلى الهدف الأخير وهو تشريع قانون جديد في مجلس النواب لصرف مخصصات مالية لجميع الأيتام في العراق.. فكان بحق أكبر مشروع إنساني من نوعه يشهده عامنا هذا.
المأساة الأكبر والمكمّلة لأربعة أعوام مضت
لعلّ المأساة الإنسانية الأكبر التي شهدها عام 2020 والمكملة لأربع سنوات ماضية، هو ما يعيشه الشعب اليمنيّ من القتل والجوع على يدي قوات التحالف السعودي، الذي وصل به الإجرام لقتل الأطفال وحرمان حتى الأجنة في بطون أمهاتها من العيش، ناهيك عن منع وصول الأدوية والإغاثات وتدمير في البيوت والبنى التحتية والمؤسسات بقصفها الجوي المستمر، ولكن يجري كل هذا الموت وسط صمت عالمي رهيب وغرائبيّ.. ولا يزال اليمن ينزف دماً…!!
اضطهاد الحقوق الدينية المشروعة
عاشَ البحرينيون والسعوديون الشيعة والمسلمون الأيغور في الصين، والجاليات الشيعية في باكستان وأفغانستان ودول أوربية مختلفة، من حرمانهم من حقوقهم الدينية وممارسة طقوسهم الشعائرية، لعلّ الأبرز فيها ما جرى في السعودية والبحرين من اعتقالات ومداهمات ومنع إقامة المآتم الحسينية والعزاءات، وصولاً إلى اعتقال الشباب وحتّى الأحداث تحت تهم باطلة شرعنها القضاء غير المستقل وغير النزيه، وكذلك بالنسبة للمسلمين الأيغور الذين يعيشون معاناة حياتية صعبة وكذلك حرمانهم من حقوقهم في التعبير والاعتقاد الديني، فمورست ضدهم أبشع الممارسات والجرائم اللإنسانية التي يندى لها الجبين.
حراك شيعي ومطالبات بالحقوق
وعلى الرغمِ مما يتعرض له شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، إلا أننا لاحظنا وشهدنا حراكاً شيعياً كبيراً هذا العام، عبر المنظمات الحقوقية والناشطين الحسينيين، الذين يطالبوا بصوت عالٍ توفير الحقوق المعيشية وكسب بعض القضايا الدينية وحرية المعتقد لصالح المسلمين عموماً والشيعة بشكل خاص، وهو ما أشّر لدينا ولدى آخرين حراكاً شيعياً مغايراً لإيصال صوت الشيعة إلى العالم والكشف عن المظلومية التي يتعرضون لها وغيرها من القضايا الأخرى، لعلّ من بينها مثلاً مطالبات المنظمات والناشطين الحسينيين بفتح ضريح مرقد الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) بعد إغلاق استمر لفترة طويلة، وهو بحد ذات حراك جماهيري شيعي قطف ثماره اليانعة في النهاية.