تفنّنت أساليب حزب (بهاراتيا جانتا) الهندوسي المتشدّد في الهند إلى الحدّ الذي وعدوا فيه ناخبيهم خلال انتخابات الهيئات المحلية الأخيرة، بتغيير اسم مدينة (حيدر أباد) ذات الإرث الإسلامي الطويل إلى اسم مغاير، طمعاً في استقطاب الأصوات بعد الفوز بالانتخابات.
ووعد قادة الحزب المتشدّد، بإعادة تسمية حيدر أباد باسم بهاجيا ناجار بعد الفوز في الانتخابات، حيث أخبر رئيس وزراء ولاية أوتار براديش وزعيم حزب بهاراتيا جاناتا المتشدد أديتيا يوغي ناث حشدًا من أنصاره أنه سيعمل على إعادة تسمية المدينة التي تمثّل عاصمة ولاية أوتار والمدينة الأبرز تاريخياً في الهند.
وتقول وسائل إعلامية تابعتها (شيعة ويفز): إن “اسم حيدر أباد قديم جداً ويحمل إرثاً إسلامياً عميقاً ويعود لما قبل القرن السابع عشر، فيما تمثل التسمية الجديدة (بهاجيا ناجار) اسماً لامرأة هندية”، لافتتة إلى أنّ “الحزب المتشدد يريد تغيير الاسم ويدّعي أنه كان (بهاجيا) وليس (حيدر أباد). ربما لطمس الإرث الديني والإسلامي والعربي في المدينة”.
وتفيد وسائل الإعلام بأن “هنالك أدلة تاريخية على أن الاسم الأبرز والقديم للمدينة هو حيدر أباد (Hyderabad)”، مبينة أنه “في عام (1816)، رسم آرون أيرو سميث، وهو مواطن بريطاني، خريطة لحيدر أباد. في هذه الخريطة، تمّت كتابة اسم (حيدر أباد) بأحرف كبيرة”.
وبحسب ما دونته موسوعة (ويكيبديا) فإن (حيدر أباد) “تُعدّ مدينة تاريخية عظيمة وقد كانت مملكة إسلامية شهيرة وغنية اشتهرت بالتجارة ومن أشهر الملوك الذين حكموا حيدر أباد (الملك نظام) والتي سميت عليه أقدم كلية في حيدر أباد (كلية نظام) الشهيرة. ويوجد في مدينة حيدر أباد العديد من ذوي الاصول العربية والفارسية اللذين هاجروا إليها”.
ولا تعد هذه المرة الأولى لتغيير إرث مدينة إسلامية، فقد سبقها قبل سنين تغيير اسم مدينة (الله آباد) إلى اسم (براياجاراج) من قبل أتباع الحزب الهندوسي ذاته.
