بأنينٍ مكتوم، وصدرٍ مكلوم، عاشتْ بضعة المصطفى المختار (صلى الله عليه وآله)، أربعين يوماً على فراقه، قبل أن تلتحقَ بالرفيق الأعلى وهي مدميةُ القلبِ مكسورة الضلعِ، كما اتفقتْ كل الروايات الواردة في شأن شهادتها (عليها السلام).
ويُحيي المسلمون في كل أنحاء العالم، ومحبّو أهل البيت (عليهم السلام)، في الثامن من شهر ربيع الآخر الذي يصادف اليوم الثلاثاء، بحسب الرواية الأولى لذكرى استشهادها الأليم (عليها السلام)، حيث يعد بداية لموسم الأحزان الفاطمية، وفقاً لما جاء في المتون التاريخية والروايات الشريفة.
وبحسب الروايات، فإن السيدة الزهراء (عليها السلام) قد استشهدت بعمر الثامنة عشر عاماً، وقد شهدت الفترة من منذ استشهاد أبيها المصطفى وحتى يوم استشهادها؛ أحداثاً تاريخية مؤلمة، حيث اعتراها الحزن الشديد لرحيل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وما حدث بعده من حادثة السقيفة وسلب حق أمير المؤمنين (عليه السلام) بالخلافة، تبعها غصب بستان فدك والذي آل إلى إلقاء خطبتها الفدكية المشهورة، وبعدها الواقعة المعروفة بعصرة الباب، حيث تعرّضت للتهديد والهجوم (عليها السلام) مما تسبب بالأذى الشديد لها ومن ثمّ إجهاض جنينها المحسن (عليه السلام) واستشهادها المفجع.
وتؤكد الروايات الشريفة، أن السيدة الزهراء (عليها السلام) أوصت الإمام علياً (عليه السلام) بأن لا يشهد أحد جنازتها ممن ظلمها، فدفنها أمير المؤمنين (عليه السلام) ليلاً، وأخفي قبرها الشريف عن محبّيها الذينَ يحييون هذا اليوم بلوعة كبيرة.