كربلاء المقدّسة تخلّد اسم الخطيب الطويرجاوي (طاب ثراه) على أحد مداخلها المهمة
شيعة ويفز/ خاص
بعد أن كان آسراً لقلوب محبي آل البيت (عليهم السلام) ناعياً لهم ما حلّ من المصائب والظلامات، فقد تحوّل بعد رحيله إلى ذكرى موجعة في القلوب، فيما ظل صوتهُ يرجّ بأسماعهم، وعُلّق اسمه على لافتة زرقاء عند مدخل باب طويريج ترحّب بقدوم الزائرين الوافدين لمحافظة كربلاء المقدسة من المحافظات الجنوبية، حيثُ عمدت الحكومة المحلية في كربلاء إلى تخليد ذكر الخطيب الحسيني الراحل السيد جاسم الطويرجاوي (رضوان الله تعالى عليه) عبر إطلاق اسمه على أحد أهم المداخل الرئيسية لمدينة سيد الشهداء (عليه السلام).
محافظ كربلاء وبرفقة مدير بلدية المحافظة ونجل الخطيب الراحل وعدد من المحبين، تجمهروا لاستدال الستار عن لافتة مدخل باب طويريج الذي يعد بوابة رئيسية للمحافظة، والتي حملت اسم (شارع السيد جاسم الطويرجاوي) تثميناً لتضحيات هذا الرجل الحسيني الكبير وما قدّمه على طريق خدمة أهل البيت (عليهم السلام) والمنبر الحسيني العظيم، تزامناً مع حلول ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيله المؤلم.
وكانت مدينة كربلاء المقدسة، قد أعلنت الحداد لمدة يومين على رحيل الخطيب الطويرجاوي (طاب ثراه) الذي وافته المنية فجر يوم الأحد (22 صفر 1442 هـ) الموافق لـ (11 تشرين الأول 2020)، بعد عمر قضّاه في خدمة القضية الحسينية الخالدة والتذكير بفكر أهل البيت (عليهم السلام) وما حلّ عليهم من المصائب الأليمة.
والخطيب الطويرجاوي هو السيّد جاسم بن السيد محمد بن السيد عباس الطويرجاوي، الذي ينتسبُ للسادة آل العرد التي تسكن في قضاء طويريج بمحافظة كربلاء.
ولِد الفقيد الراحل في مدينة أمير المؤمنين (عليه السلام) عام ألف وثلاثمئة وخمسة وستين للهجرة، والموافق لعام ألف وتسعمئة وسبعة وأربعين للميلاد، وكان لبيئته الدينية المشهورة كبير الأثر على حياته ودراسته الحوزوية، إذ درسَ بداية في مدرستي القوام والجزائري، ومنهما إلى الحوزات الشريفة.. إلا أن المنبر الحسيني كان له الدور الأكبر في استقطابه وإبرازه على الساحة الشيعية.. خطيباً لامعاً ومتحدّثاً مفوّهاً وناعياً ترتجّ المجالس الحسينيةُ لصوتِه الشجيّ وإلقائهِ الفذْ.. وقد عرفه قضاء طويريج في خمسينيات القرن الماضي ومن ثمّ شكلّ حضوراً لافتاً في عقد المجالس الحسينية داخل الصحن الحسيني الشريف في مطلع الستينيات حتى الثمانينات، حيث اضطرته الظروف السياسية والقمع البعثي للهجرة إلى الكويت التي احتضنته وفتحت له مجالسَها الحسينية العامرة بالإيمان والولاء، وبعدها توجّه إلى إيران مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وبرزَ كظاهرةٍ حسينية استثنائية، حيث تلوّنت مجالسهُ المباركة بالنعي الذي شجّع آخرين على أن يحذوا حذوه ويسيروا على منهجه في الخطابة الحسينية.