أخبارالعالم

“مدينة الزهراء” بإسبانيا تحتضن متحفاً فنياً يعود بالزمن لحضارة الأندلس الإسلامية

ترجمة/ شيعة ويفز
تحتضنُ (مدينة الزهراء) الواقعة في الضواحي الغربية لمدينة قرطبة بإسبانيا، متحفاً فنياً لعرض الحرف الإسلامية والنفائس الرائعة التي تحاكي الفنون القديمة، وتعود بزائري المتحف بالزمن إلى الوراء، حيث حضارة الأندلس الإسلامية الضائعة.
ويمكنُ لزائري متحف (غواداميتشي)، التعرف على الفنون الإسلامية القديمة، وخاصة بفترة الازدهار العمراني للأندلس بحدود القرن العاشر الميلادي.
ويقول (خوسيه كارلوس) في حديث لـموقع (عرب نيوز) الناطق باللغة الإنجليزية وتابعته (شيعة ويفز): إن “هذا المتحف تأسّس عام 2006، بسبب شغفه بالفنون الإسلامية التي توارثها من عائلته الذين نقلوا مهنتهم اليديوية عبر الأجيال”، مضيفاً أن “الفن الإسلامي أحد أعمدة ثقافتنا”.
ويضم المتحف عموماً، نفائس وتحفيات جلدية مطلية بالذهف ومزخرفة بزخارف نباتية وإسلامية، حيث تتكوّن القطع الفنية من جلد الغنم المدبوغ والمذهّب والملّون بالألوان الزاهيّة.
ويبين كارلوس أنّ “اللوحات والتصميمات تتوافق مع تفضيلاته الفنية ومستوحاة دائماً من الأساليب الإسلامية واللونية”، مشيراً إلى أنه “يعمل لوحات بتصاميم وأحجام مختلفة ومتنوعة، ويستخدم الأدوات التي صنعها أسلافه يدوياً”، مضيفاً أنهم “كانوا جميعًا من قرطبة وعشاق الفن والثقافة الإسلامية، وأساتذة للفن، ومُرممي الفنون، والرسامين والحرفيين”.
ويستغرق كل عمل عاماً كاملاً في الصياغة بسبب خصائصه الخاصة والمعقدة، حيث يقول كارلوس: إن “كل قطعة فنية تعبر عن شيء مختلف: الإعجاب بالخالق الوحيد الله تعالى، أو رؤية الجنة وجمال الحديقة الخالدة، وقد تم تصميم كل قطعة بعناية ضمن معايير معينة”.
ويشدّد مدير المتحف خوسيه كارلوس ـ الذي يعد آخر فنان متبقٍ متخصص في الفن الإسلامي ـ على أهمية نقل المعرفة إلى الأجيال القادمة “لضمان ازدهار الجوانب الفنية والثقافية لأي حضارة”.
فيما يقول زائرو المتحف: إن “زيارته تعدّ الفرصة الوحيدة التي تتيحها مدينة قرطبة للتعمق في الماضي واستعادة تقنيات إسلامية قديمة”، مؤكدين أن “المتحف يقدّم قيمة تاريخية وفنية لا تحصى للأشياء، ومن المؤلم أن ندرك أنه كان من الممكن أن تنقرض النفائس بسهولة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى