كاتب مغربي: الرسوم المسيئة سياسة فرنسا “الاستشراقية” ومحاولة لإحياء إرث “نابليون” الاستعماري
رأى الكاتب والمترجم المغربي (الدكتور حميد لشهب) أنّ نشر الرسوم المسيئة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والمسلمين في فرنسا والدفاع المستميت من قبل الحكومة، استمرار لسياسة الاستشراق وفن الرسم الذي أنتج لوحات “فاضحة” عن المسلمين محاولةً لاستعبادهم وشرعنة الإساءة لهم، كما فعل ذلك سلفهم (نابليون بونابرت) في حملته الاستعمارية لبلاد المسلمين.
ويقول الكاتب في مقالٍ له تابعته (شيعة ويفز): “إذا اعتبرنا الرسوم المسيئة لنبي المسلمين (صلى الله عليه وآله) ولو (تعسفياً) كاستمرار لفن الرسم الاستشراقي، الخادم المتفاني للإمبريالية الفرنسية، فلن نتفاجأ بعمق الجرح الذي تسبّب فيه للمسلم الفرنسي، وللمسلم أينما كان”، مضيفاً أنه “بقدر ما كانت اللوحات والرسوم الإستشراقية في عمقها الدلالي مسيئة للمسلمين، بقدر ما كان الإستمرار في توظيف هذه الإسائة عنوة ومباشرة للنيل من عالم تمثّلات المسلم لذاته ولدينه”.
ويوضح أيضاً أنه “لم يبقَ للفرنسي تحديداً أي موضوع يمكنه جرح مشاعر المسلم به، سوى مهاجمة نبيّه الأكرم”، لافتاً إلى أن “السلاح متوسط وطويل المدى الذي يتسلّح به المسلم في نضاله ضد مثل هذه الهجمات الرخيصة والمتوحشة، هي تحلّيه بروح الهدوء والرد على الإساءة بإظهار نواياها الحقيقية، لا يهمّ من أي جهة أو تخصص “علمي” أتت، وليس بالرد العنيف أو السقوط في دور الضحية، التي تنتظر مساعدة خارجية أو تضامناً قد يأتي أو قد لا يأتي”.
ويجزم الكاتب في قوله: “لعمري أن مهمة مماثلة تقع على عاتق النخبة العربية المسلمة، التي من واجبها ليس الإنصهار في منطق المستشرقين والإنسلاخ عن هويتها، بل استغلال أدوات هؤلاء المستشرقين للرد على مكائدهم ومحاولات النيل من ذكاء المسلم”، داعياً المسلمين إلى “التخلّي الكامل عمّا يفرّقنا عقائدياً وثقافياً في وقت الشدة، وهدم الأسوار الشامخة لمذاهبنا، وتبنّي وعي عقائدي وثقافي وأيديولوجي موحّد، قوامه كون مصدر قوتنا يكمن في تعدّدنا الإثني والثقافي والروحي”.
ويزيد بالقول: “إذا كانت مكة المكرّمة هي قبلتنا جميعاً، أي ما يوحدنا في حياتنا الروحية ونحن أمام الواحد الأوحد، فلابدّ أن تكون أيضاً مصدر وحدتنا للدفاع على مصالحنا المشتركة،من خلال وعيٍ قوامه أنّ أثمن ما يمكن تقديمه للأمة المسلمة هو تصديهما مجتمعتين للإمبريالية الإستشراقية الغربية، المستفيد الأول والأخير من إشعال الفتنة بين المسلمين”، موضحاً أن “التصدي مجتمعين كفيل للرد على من يحاول (مسح) الإنسان المسلم، فقط لأنه مسلم ولأنه يشكّل (خطرا) في الوعي الجمعي الغربيّ”.