لم يكنْ موضوع الإساءة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عبر نشر الرسوم الكاريكاتورية وتصريحات الرئيس الفرنسيّ بالسماح بنشرها تحت مظلة حرية الرأي والتعبير، بالجديدة، فقد سبقتها أعمال مشابهة في فترات سابقة، والتي أدانتها المرجعية الرشيدة بأشد العبارات ودعتْ إلى معرفة الإسلام الحقيقي.
فقبل خمس سنوات من الآن، وجّه المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله)، خطاباً مباشراً لغير المسلمين من الغربيين وغيرهم والذين يسيئون إلى مقام وشخصية نبيّ الإسلام (صلى الله عليه وآله)، داعياً إياهم إلى “معرفة الشخصية الفذّة لنبي الرحمة من خلال أهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، وليسَ من الحركات الإرهابية المتشدّدة التي تدّعي الإسلام زيفاً”.
وقال سماحة المرجع الشيرازي: إنّ “تاريخ نبيّ الإسلام (صلى الله عليه وآله)، الذي نقله أهل البيت الأطهار (صلوات الله عليهم) هو تاريخ فريد، وأسلوبه فريد أيضاً”، مضيفاً أنّ “نبيّ الإسلام (صلى الله عليه وآله) هو القمّة في كل أبعاد الفضيلة. ويكفي دلالة على عظمته ما قاله وصيّ نبيّ الإسلام مولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (أنا عبد من عبيد محمد)”.
ويزيد بالقول: إنّ “التاريخ الذي نسبه جمع من الأصحاب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من وصفهم القرآن الكريم بالمنافقين وأنزل سورة كاملة في ذمّهم، هذا التاريخ ليس التاريخ الحقيقي عن النبيّ الأكرم، بل فيه الكذب، والتناقض مع ما وصفه القرآن الكريم لنبيّ الإسلام (عليه أفضل الصلاة والسلام)”.
وبشيء من الافتخار والبهجة، يؤكد سماحته بأن “رسول الله (صلى الله عليه وآله) صنع سياسة الأخلاق، أي جعل الأخلاق أساس السياسة، وليس سياسة الحكم والتحكّم مهما كان الثمن ومهما كانت الوسيلة”، موضحاً أنّ “رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو أنجح إنسان في التاريخ، بلا استثناء، ومن بعده مولانا الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، مشيراً إلى أن “المئات والمئات من الكفّار والملحدين قد أقرّوا بعظمة النبيّ (صلى الله عليه وآله)، ولو أردنا جمع تلك الإقرارات لملأ ذلك موسوعات كُبرى”.