باحثة باكستانية: العالمة زينب هي لبوة كربلاء مثلما كان الحسين أسدها
نشرت صحيفة “دايلي نيوز” الباكستانية مقالاً للباحثة والكاتبة “أمينة هوتي” حول المآسي التي عاشتها السيدة زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام أثناء وبعد فاجعة الطف الأليمة.
وقالت “هوتي” في مستهل مقالها، إن “الحقائق التي استقتها عن حياة زينب عليها السلام هي تاريخية بحتة ومأخوذة من مصادر إسلامية مختلفة المذاهب”، مضيفةً أن “حفيدة النبي محمد وخديجة، وابنة علي وفاطمة صلوات الله عليهم اجمعين، هي ملهمة حقاً في جميع جوانب حياتها، فشقيقها الحسن قد سُمِم، والحسين أُستشهد في كربلاء عام 680م الى جانب (72) من رفاقه دون أن تكون لديهم فرصة البقاء ضد 30 ألف جندي متوحش أرسلهم الطاغية الأموي يزيد لمحاصرتهم وقطع المياه عنهم، حيث لم يكن يزيد، سوى إمتدادٍ لمعاوية ولأبي سفيان وهند آكلة الأكباد، الذين ضمروا عداءاً قبلياً وعائلياً كامناً للنبي محمد وعائلته (صلوات الله عليهم)، وهو ما دفع بيزيد الى الرغبة في إخضاع الإمام الحسين بمبدأ البيعة أو القتل، فلم يكن من الإمام الحسين إلا رفض الانصياع لطاغية الشعب وظالمه، مما أسفر عن إستشهاده وعائلته وأصحابه ببطولة بالغة واحداً تلو الأخر، باستثناء نجله زين العابدين”.
وأضافت كاتبة المقال، أنه “وبعد مقتل جميع الرجال، تم نهب خيم معسكر الحسين وحرقها، فيما كان أحد أبرز أشرار كربلاء، (الشمر) يحاول الإمام السجاد، حفيد رسول الله، والذي كان يبلغ حينها حوالي (22) عاماً ومصاباً بمرض شديد منعه من القتال الى جانب والده، إلا أن حكمة وشجاعة عمته زينب، حالت دون ذلك، لتصبح بعدها بطلة المرحلة القادمة عبر قيادة أسرى كربلاء الذين كان معظمهم من النساء والأطفال والمرضى، وجميعهم جائعون وعطشى، وتحت طائلة الحزن الشديد، وذلة وألم في رحلة مدتها (15) ساعة من كربلاء إلى الكوفة ثم (182) ساعة أخرى من الكوفة إلى دمشق، ناهيك عن إقدام جنود بني أمية على ربطهم بالحبال حول أعناقهن، فيما كانت زينب وسط كل هذا تحرص على إسعافهم وتصارع من أجل بقائهم على قيد الحياة”.
وأضافت الباحثة الباكستانية أن “بالرغم من أن قلب السيدة زينب قد تمزق بمأساة مقتل نجليها وشقيقها الحبيب الذي كان آخر سند لها في الحياة، ومن ثم إجبارها على السفر من العراق إلى سوريا مقيدةً بالسلاسل عبر البلدات والمدن، إلا إنها لم تفقد روحها، لأن دماء النبي محمد وفاطمة وعلي تجري في عروقها، فهي زينب التي تعني (زينة) والدها أمير المؤمنين علي، ذو البلاغة والحلم، وحامل سيف ذو الفقار، فكانت هي من وقف بوجه كل الظلم والاضطهاد الذي تلا ذلك، لتدخل التاريخ كقائدة ولبوة حقيقية أنقذت الناجين من موقعة كربلاء”، لتستشهد كاتبة المقال بقصيدة وردت إليها بالفارسية من زميلتها “نازنين آبا”، بعنوان “زينب” والتي أنشدها “سيد مجيد بني فاطمة” بحضرة المئات من محبي السيدة زينب “عليها السلام”:
في سفينة كربلاء الحزن، من الحرم المحترق، ظهر الدرع الواقي… زينب!
أقدام ثابتة وفخر حيدر، روح فاطمة… زينب.
بطلة كربلاء، روح وحياة كربلاء… زينب.
مرجع الجميع… زينب.
سلام على زينب… السلام عليك يا زينب.
القائد الوفي وبطل كربلاء، الأسد المخلص… زينب.
أسرار ذو الفقار…زينب.
صابرة وراضية بمشيئة الله… زينب.
يا عالمة، يا حلالة المشاكل… زينب.
وإختتمت الكاتبة الباكستانية، مقالها بالقول، إن “الإمام زين العابدين، كان قد ذكر أن من بين أفظع المصاعب التي واجهها شخصياً في كربلاء، قيام جنود يزيد أبان الرحلة إلى الشام، بنخس الرماح في جوانب عماته، في صورة تجعل من الصعب حتى التخيل كيف ولماذا يتعامل جنود (مسلمون) مع حفيدات نبيهم بهذه الطريقة الوحشية الرهيبة وبأي عار سيقفون أمام الله، إلا أن زينب المكبّلة بالسلاسل، وقفت بعدها بكل عز وفخر أمام يزيد المتغطرس الشامت، وتضعه موضع الإهانة والإذلال وسط أكثر من 300 رجل من قادة جيشه وحاشيته وسفرائه، بمن فيهم سفير روما حينها ، الى درجة وصفت معها خطبة السيدة زينب آنذاك كإحدى أقوى الخطب البشرية في بلاط ملك طاغٍ”.