قصّة الراهب المسيحي ورأس الإمام الحسين (عليه السلام) في عرض مسرحي بمدينة حلب
شهدت مدينة حلب السورية، عرضاً مسرحياً يجسّد جوانب من معركة كربلاء الأليمة وما حلّ بالإمام الحسين وآل بيته وأصحابه الكرام (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، والذي أقيم تزامناً مع ذكرى الأربعينية المباركة.
العرض المسرحّي الذي حمل عنوان (شمسٌ تشرقُ من حلبْ) قدّمه المخرج الإيراني (كوروش زرّاعي)، واشتركَ فيه فنانون من إيران وسوريا، ويتناول قصّة الراهب المسيحّي الذي شاهدَ رأس الإمام الحسين (عليه السلام) مرفوعاً على القنا خلال مرور السبايا وجيش بني زياد إلى الشام، وقد تأثّر به، لما رآه من نور ساطع يخرج منه وتسبيح وتقديس يتهجّد بها الرأس الشريف.
وتقول المصادر التاريخية، أنه “بينما كان جيش ابن زياد في طريقهم الى الشام، نزلوا منزلاً في دير(راهب) فرفعوا رأس الإمام الحسين (عليه السلام) على قناة طويلة الى جانب (دير الراهب)، فلما حلَ الليل، سمع الراهب دوياً (كدوي النحل) وتسبيحاً وتقديساً، فنظر الى الرأس الشريف واذا هو يسطع نوراً، قد لحق النور بعنان السماء، ونظر الى باب قد فتح من السماء والملائكة تنزل كتائباً، ويقولون: (السلام عليك يا أبا عبد الله) … (السلام عليك يا ابن رسول الله)، فذهل الراهب للمنظر وجزعَ جزعاً شديداً وقال للعسكر: ما الذي معكم: فقالوا : رأسُ خارجي خرج بأرض العراق فقتلهُ عبيد الله بن زياد …فقال ما اسمه؟ … قالوا اسمه الحسين بن علي… فقال الراهب: ابن فاطمة بنت نبيكم وابن علي ابن عم نبيكم… قالوا: نعم … فقال: تباً لكم والله لو كان لعيسى بن مريم ابناً لحملناه على أحداقنا وانتم قتلتم ابن بنت نبيكم، (عجباً من امةٍ قتلت ابن بنت نبيها)، ثم قال: صدقت الأخبار في قولها: إذا قتل هذا الرجل تمطر السماء دماً عبيطاً ولا يكون هذا الا في قتل نبي او وصي نبي… ثم قال: لي اليكم حاجة!!! قالوا: وما هي… قال: قولوا لرئيسكم عندي عشرة آلاف درهم ورثتها عن آبائي يأخذها مني ويعطيني الرأس يكون عندي الى وقت الرحيل، فاذا رحل رددته إليه …فوافق عمر بن سعد، فأخذ الرأس الشريف وأعطاهم الدراهم، فغسلهُ ونظفهُ وطيّبهُ بمسك ثم جعله في حريرة ووضعه في حجره، ولم يزل ينوح ويبكي وهو يقول أيها الرأس المبارك كلمني بحق الله عليك …فتكلم الرأس وقال: ماذا تريد مني؟ قال: من أنت؟ قال: انا ابن محمد المصطفى… انا ابن علي المرتضى… أنا ابن فاطمة الزهراء… أنا المقتول بكربلاء… أنا الغريب العطشان بين الملأ.
فبكى الراهب بكاءً شديداً وقال: سيدي يعزّ والله أن لا أكون أول قتيل بين يديك، فلم يزل يبكي حتى نادوه وطلبوا منه الرأس فقال: يا رأس والله لا املك إلا نفسي فإذا كان غداً فأشهد لي عند جدك محمد أني.. أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً عبده ورسول.