تفجير مسجد في مايدوغوري يثير غضباً واسعاً واتهامات للإعلام بتهميش دماء المسلمين
تصاعدت في نيجيريا موجة غضب واستنكار واسعة عقب اتهامات وُجّهت إلى قناة «تشانلز تيليفيجن» بتقديم تغطية إعلامية وُصفت بغير المهنية وغير الحساسة لتفجير دموي استهدف مسجداً في مدينة مايدوغوري شمال شرقي البلاد، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا، عشية عيد الميلاد.
وانتقد ناشطون ومؤسسات إسلامية الطريقة التي تناولت بها القناة الحادثة، معتبرين أن التغطية قلّلت من فداحة الجريمة وهمّشت حجم المأساة التي وقعت داخل دار عبادة، ما أسهم في تشويه الوعي العام وتقديم صورة غير متوازنة عن الواقع الأمني، في وقت ديني شديد الحساسية بالنسبة للمجتمع المحلي.
وأكدت بيانات وتصريحات غاضبة أن هذا النهج الإعلامي يشكّل إخفاقاً أخلاقياً ومهنياً، ويتعارض مع مبادئ الصحافة المسؤولة والحساسة للنزاعات، التي يفترض أن تسهم في خفض التوترات المجتمعية لا تأجيجها، وأن تحترم كرامة الضحايا بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية.
وشدد المنتقدون على أن تجاهل مقتل المسلمين أو التقليل من شأنه يوحي بازدواجية في المعايير وتصنيف انتقائي للضحايا، وهو أمر مرفوض في أي بيئة إعلامية تدّعي الالتزام بالقيم الإنسانية والمهنية. كما طُرحت تساؤلات حادة حول اختلاف لهجة التغطية الإعلامية تبعاً لهوية الضحية ومكان وقوع الجريمة.
ودعا نشطاء وإعلاميون إلى مراجعة السياسات التحريرية المعتمدة في تغطية الأحداث الأمنية، مطالبين بإنصاف الضحايا، واحترام حساسية السياق الديني والاجتماعي، وتجنّب أي خطاب أو معالجة إعلامية قد تعمّق الانقسامات أو تُسهم في تطبيع العنف ضد فئات بعينها من المجتمع.
