أخبارالعالم

تقارير: خوارزميات وسائل التواصل تضخّم وتسرّع الإسلاموفوبيا بمساعدة الذكاء الاصطناعي

تقارير: خوارزميات وسائل التواصل تضخّم وتسرّع الإسلاموفوبيا بمساعدة الذكاء الاصطناعي

رصدت تقارير إعلامية أوروبية، خلال الأسابيع الأخيرة، تصاعد موجة من الأكاذيب وحملات التضليل على منصات التواصل الاجتماعي تستهدف المسلمين، وتسعى إلى تصويرهم بوصفهم تهديداً للاحتفالات التقليدية لعيد الميلاد، في إطار حملات منظّمة لتغذية خطاب الإسلاموفوبيا.
ووفق هذه التقارير، انتشرت المزاعم المضللة بسرعة في دول عدة، بينها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا والسويد والنمسا، معتمدة على صور وفيديوهات قديمة أو مفبركة، إضافة إلى محتوى مُنشأ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وفي ألمانيا، تداول مستخدمون صوراً مزيفة لأسواق عيد الميلاد محاطة بقوات الشرطة، فيما انتشرت في السويد مقاطع فيديو زُعم أنها توثق “غزواً إسلامياً” لأسواق ستوكهولم، ليتبيّن لاحقاً أنها تعود إلى تجمعات سياسية جرت عام 2024 ولا صلة لها بأي اعتداءات. أما في المملكة المتحدة، فأُعيد نشر صورة قديمة لرجل يرتدي زي بابا نويل أثناء اعتقاله، ضمن سياق مضلل.
كما جرى تداول فيديو لحادث سير وقع في جزيرة جوادلوب على أنه هجوم إرهابي استهدف سوق عيد الميلاد في فرنسا، بينما أظهرت التحقيقات أن الحادث ناتج عن سائق كان تحت تأثير الكحول والمخدرات، وأسفر عن إصابة 19 شخصاً دون تسجيل وفيات، وأن الفيديو قديم وأُعيد نشره بصورة مضللة. وفي بلجيكا، رُوّجت مشاهد مظاهرات مؤيدة لفلسطين على أنها اعتداءات على أسواق عيد الميلاد، فيما صُوّرت في النمسا مقاطع دعم لفلسطين على أنها دعوات للإرهاب، وجميعها تبين أنها غير صحيحة.
وامتد التضليل إلى تداول فيديو يدّعي إحراق كنيسة على يد مهاجر مسلم من أصول مغربية، بينما تعود الواقعة إلى عامين سابقين وكان الفاعل يعاني من اضطرابات نفسية، ولم تُصنّف الحادثة عملاً إرهابياً. كذلك أُعيد تداول فيديو قديم من مدينة ميلانو على أنه اضطرابات ذات طابع إسلامي خلال احتفالات رأس السنة، في سياق مضلل.
وفي هذا السياق، تناولت دراسة أكاديمية بعنوان “الإسلاموفوبيا 2.0: كيف تُضخّم الخوارزميات والذكاء الاصطناعي الكراهية ضد المسلمين على الإنترنت”، للباحث محمد مفضل، التحولات التي طرأت على خطاب الكراهية في العصر الرقمي. وأوضحت الدراسة، المنشورة باللغة الإنجليزية في “مجلة المجتمع الكويتية”، أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، المصممة لتعظيم التفاعل عبر المحتوى المخصص، باتت تلعب دوراً غير مباشر في تسريع انتشار المشاعر المعادية للمسلمين، وتحويل التحيزات الكامنة إلى روايات واسعة الانتشار تشكّل الرأي العام وتغذي الانقسامات المجتمعية.
وخلصت الدراسة إلى أن ما يُعرف بـ”الإسلاموفوبيا 2.0” يمثل تحدياً مركباً يتداخل فيه البعد التكنولوجي مع العوامل الاجتماعية والسياسية، مؤكدة أن مواجهته تتطلب جهوداً مشتركة من شركات التكنولوجيا وصناع القرار والمجتمع المدني والمستخدمين، من أجل بناء بيئة رقمية أكثر عدلاً وإنسانية.
وفي السياق ذاته، كشفت دراسة قُدمت إلى لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان البريطاني، ونقلت نتائجها صحيفة “الإندبندنت”، أن جماعات اليمين المتطرف تستخدم بشكل متزايد صوراً ومقاطع فيديو مولّدة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز خطاب الكراهية ضد المسلمين والمهاجرين.
وأُجريت الدراسة من قبل “كلية لندن للاقتصاد”، وشملت تحليل أكثر من 600 منشور على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما تلك الصادرة عن مجموعات يمينية متطرفة مثل “بريطانيا أولاً” و”غزو أوروبا”. وأظهرت النتائج أن المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي يعزز الصور النمطية السلبية عن المسلمين، يحقق انتشاراً وتفاعلاً أعلى بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالمنشورات الأخرى.
وبحسب الدراسة، أسهم هذا النوع من المحتوى في تغذية موجات تطرف أدت إلى أعمال شغب عنيفة، من بينها أحداث شهدتها مدينة ساوثبورت العام الماضي، عقب انتشار خبر كاذب زعم أن منفذ حادثة طعن جماعي للأطفال كان طالب لجوء مسلماً، وهو ما ثبت عدم صحته لاحقاً.
وأكدت الدراسة أن خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي تميل إلى إعطاء أولوية للمحتوى المثير للانقسام، ما يفاقم انتشار الكراهية ويسهم في تطبيع الخطاب العنصري والإسلاموفوبيا المولّدة بالذكاء الاصطناعي في الفضاء الرقمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى