أخبارالعالم

السياح المسلمون يعيدون رسم مشهد الطعام في كوريا مع تنامي الطلب على الأطعمة الحلال

السياح المسلمون يعيدون رسم مشهد الطعام في كوريا مع تنامي الطلب على الأطعمة الحلال

يشهد قطاع المطاعم في كوريا الجنوبية تحولاً لافتاً تقوده أعداد متزايدة من السياح المسلمين، الذين أسهموا في إعادة تشكيل مشهد الطعام، ولا سيّما في العاصمة سيول، من خلال الطلب المتنامي على الأطعمة الحلال المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وبحسب معطيات متداولة في الأوساط السياحية، تجاوز عدد السياح المسلمين إلى كوريا مليون زائر سنوياً، ما دفع العديد من المطاعم في الأحياء الشهيرة إلى تعديل قوائمها الغذائية، عبر الاستغناء عن لحم الخنزير والكحول، واعتماد مكونات بديلة، إلى جانب توفير مرافق إضافية مثل غرف الصلاة، في خطوة تهدف إلى استقطاب هذه الشريحة المتنامية من الزوار.
وفي أحد المطاعم التي تحولت إلى وجهة مفضلة للسياح المسلمين، كانت أكثر من أربعين مقعداً تشغلها سائحات مسلمات يرتدين الحجاب، وهنّ يخترن أطباقهن بالإشارة إلى صور قائمة الطعام، مرددات عبارات إعجاب عند وصول أطباق مثل سمك الماكريل المشوي، والماكريل الإسباني، والحبار المقلي الحار. هذا المطعم، الذي كان في السابق يستقطب طلاب الجامعات بشكل أساسي، بات اليوم يعتمد بنسبة تصل إلى 70% من مبيعاته على الزبائن الأجانب خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، بعد أن ذاع صيته كمطعم «مناسب للأطعمة الحلال».
وتعني كلمة «حلال» في اللغة العربية «المباح»، في إشارة إلى الأطعمة المسموح بتناولها وفق أحكام الشريعة الإسلامية. ومع تصاعد شعبية موسيقى البوب الكورية (K-pop) ومستحضرات التجميل الكورية (K-Beauty)، اللتين تجذبان مزيداً من السياح المسلمين إلى كوريا، تتبدل أنماطهم الغذائية وتتوسع خياراتهم بعيداً عن الأطعمة التقليدية التي كانوا يعتمدون عليها سابقاً.
فبعد أن كان كثير من المسلمين يتركزون في مناطق محددة مثل إيتايوان في سيول، حيث تنتشر مطاعم الكباب وأطباق لحم الضأن، باتوا اليوم يبحثون بشكل متزايد عن مطاعم كورية محلية تلبي معايير الحلال، ما يعكس تغيراً في الثقافة الغذائية الكورية، ويفتح آفاقاً جديدة أمام قطاعي السياحة والمطاعم في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى