
المرجع الشيرازي: على العلماء أن يجاهدوا النفس والشيطان ليكونوا ورثة الأنبياء لا عبيد الدنيا
أكد المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، أنّ على العلماء أن يجعلوا نياتهم وأفكارهم خالصة لله تعالى، محذّراً من الانشغال بالدنيا ومغرياتها على حساب الرسالة العلمية والدينية التي يحملونها.
وقال سماحته في حديثٍ وجّهه إلى العلماء وطلبة الحوزة العلمية إنّ “العالِم الذي يكون قلبه وفكره متوجهاً إلى الدنيا، من الأحسن له أن لا يكون عالماً”، موضحاً أن العالم يقف عند مفترق طريقين: إما أن يكون وارثاً للأنبياء تستغفر له الملائكة، أو عالماً يزداد بعداً عن الله تعالى كل يوم.
وأشار المرجع الشيرازي إلى أن السير في طريق التقوى والإخلاص يتطلب عزماً ثابتاً وإرادة قوية، مستشهداً بقوله تعالى: {فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}. ودعا العلماء إلى الاستعانة بالله تعالى والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام) في مواجهة النفس الأمّارة بالسوء التي تدعو إلى الدنيا، ومجابهة الشيطان الذي يزيّن طريق الانحراف.
كما حثّ سماحته على الاقتداء بكبار العلماء الذين تركوا بصماتهم في التاريخ الإسلامي بفضل إخلاصهم وعلمهم، مثل الشيخ المفيد، والسيدين المرتضى والرضي، والشيخ الطوسي، والسيد بحر العلوم (رضوان الله تعالى عليهم)، مؤكداً أن على العلماء السعي ليكونوا من أمثال هؤلاء ليُنتفع من علمهم ويُبارك في آثارهم.
وختم المرجع الشيرازي حديثه بالتأكيد على أن العلم لا يثمر إلا إذا اقترن بالإخلاص والعمل الصالح، وأن طريق العالم الحقيقي هو طريق الأنبياء والأولياء الذين جعلوا رضا الله غايتهم العليا.