السودان: قصف مسجد بالفاشر يودي بحياة 75 مصلياً ويزيد الأزمة الإنسانية حدة

السودان: قصف مسجد بالفاشر يودي بحياة 75 مصلياً ويزيد الأزمة الإنسانية حدة
قتل 75 مدنياً بقصف طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع لمسلحين أثناء أدائهم صلاة الفجر داخل مسجد بحي “الدرجة الأولى” بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في غرب السودان، في هجوم وصف بالأكثر دموية منذ اندلاع الحرب قبل ما يقرب من عامين.
وأفادت تقارير بأن الحصيلة الأولية بلغت 70 قتيلاً و8 جرحى معظمهم في حالات حرجة، وسط مخاوف من ارتفاع أعداد الضحايا نتيجة صعوبة الوصول إلى بعض الجثث تحت الأنقاض ونقص الإمكانيات الطبية واللوجستية في المدينة المحاصرة. وتزامن توقيت القصف مع الركعة الثانية من صلاة الفجر، ما حال دون تمكن المصلين من الاحتماء أو الفرار.
وأكدت قيادة الجيش السوداني في الفاشر مقتل 75 مدنياً، فيما أظهرت مقاطع فيديو متداولة مشاهد مروعة داخل المسجد، حيث بدت الجدران مشقوقة والجثث متناثرة على السجاد الملطخ بالدماء، وسط دعوات شعبية وحقوقية لفتح تحقيق دولي عاجل.
وأشار مراقبون إلى أن المجزرة خلفت أثرًا نفسيًا بالغًا في نفوس سكان الفاشر، الذين لطالما وجدوا في الشعائر الدينية ملاذًا وسط أهوال الحرب والحصار. ووصف كثيرون الهجوم بأنه استهداف لرمزية المسجد كمكان للسكينة والطمأنينة في مدينة تعيش على حافة الانهيار.
وتشهد الفاشر حصارًا عسكريًا متواصلًا منذ 10 يونيو/حزيران 2024، مع قصف مدفعي يومي يمنع السكان من الحركة الآمنة ويحول دون وصول المساعدات الإنسانية. ويواجه المدنيون أوضاعًا معيشية صعبة مع انعدام شبه كامل للإمدادات الطبية والغذائية وتوقف الخدمات الأساسية، في وقت أطلق السكان نداءات عاجلة للمجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة لفتح ممرات إنسانية لم تُلبَّ بعد.
وتعد الفاشر آخر مدينة كبيرة في دارفور لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، التي تسعى لتعويض خسائرها في الخرطوم أواخر مارس/آذار الماضي. ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربًا بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت عن عشرات آلاف القتلى وشردت نحو 13 مليون شخص، بينما تعاني بعض المناطق من المجاعة وسط ما تصفه الأمم المتحدة بـ “أسوأ أزمة إنسانية” في العالم.