اكتشاف موقع أثري عمره 6000 عام في أربيل يكشف جوانب نادرة من الحياة القروية القديمة
أعلن فريق أثري مشترك كوردي–أميركي عن اكتشاف موقع أثري يعود إلى نحو ستة آلاف عام في “تل مطراب” الواقع ضمن سهل شمامك في محافظة أربيل، ضمن أعمال التنقيب الجارية في موسمه الرابع.
ويأتي المشروع بالتعاون بين مديرية آثار وتراث أربيل وجامعة برين ماور الأميركية، حيث أسفرت التنقيبات عن العثور على بقايا معمارية مهمة، من بينها ست غرف إحداها كانت تستخدم كمطبخ، بالإضافة إلى هيكل كبير يُرجّح أنه كان قصرًا، ما يشير إلى وجود مجتمع منظم عاش في مرحلتين تاريخيتين بارزتين: العصر الحجري النحاسي المتأخر والعصر الهيلينستي.
وقال علي باني شاري، ممثل مديرية الآثار في أربيل بحسب ما نقلته وكالة روداوا، إن الموقع مُدرج رسميًا على الخريطة الأثرية للعراق وإقليم كوردستان، ويعد من المواقع المهمة التي توثق تاريخ الحياة القروية في بلاد ما بين النهرين.
فيما أوضح مدير المشروع، البروفيسور روكو باليرمو، أن أبرز ما توصل إليه الفريق هذا العام هو العثور على مستوطنة من العصر الحجري تركها سكانها بشكل مفاجئ دون أي أثر للعنف أو الحريق، مرجحًا أن السبب يعود إلى زلزال ضرب المنطقة، وذلك بالنظر إلى الحالة السليمة التي وُجدت بها مئات القطع الأثرية مثل الجرار والأدوات المنزلية.
وأشار باليرمو إلى أن هذه المكتشفات توفّر صورة نادرة وواضحة عن نمط الحياة اليومية في ذلك الزمن، مضيفًا أن الفريق يستخدم تقنيات حديثة مثل المسح الجيوفيزيائي لتحديد المواقع الواعدة استعدادًا لمواسم تنقيب مقبلة.
ومع اختتام أعمال الموسم الرابع، يستعد الفريق للعودة في موسم تنقيبي خامس العام المقبل، مع خطط لتوسيع نطاق العمل داخل المستوطنة المكتشفة وتعميق الفهم حول حياة المجتمعات القديمة في شمال بلاد ما بين النهرين.
