أخبارالعالم الاسلاميسوريا

السويداء: اشتباكات عنيفة على 4 محاور ومقتل نحو 100 شخص وسط تصاعد التوتر الإقليمي

تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا تصعيدًا خطيرًا في أعمال العنف لليوم الثالث على التوالي، حيث اندلعت مواجهات دامية بين القوات الحكومية ومسلحين من أهالي المحافظة، لا سيما في مطار الثعلة ومناطق حيوية أخرى، ما أسفر عن مقتل نحو 100 شخص وإصابة المئات، وسط تحذيرات من انهيار الوضع الإنساني والأمني.
وأفادت مصادر محلية، بأن الاشتباكات تجددت ليلًا على أربعة محاور رئيسية: مطار الثعلة، حزم، كناكر، وتعارة، وسط تبادل كثيف لإطلاق النار والقصف المدفعي. كما تحدثت المصادر عن معارك عنيفة بين مسلحين دروز وعشائر من البدو في محيط المطار، مع استمرار تقدم القوات الحكومية من محوري بصر الحرير – تعارة وأم ولد – كناكر، رغم المقاومة الشرسة من الأهالي.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء الاشتباكات فجر الأحد 13 تموز/يوليو إلى 99 قتيلاً، بينهم طفلان وسيدتان، إضافة إلى عشرات الجرحى، بعضهم في حالات حرجة. ووفقاً للمرصد، توزعت الخسائر البشرية بين 60 من أبناء السويداء، و18 من أبناء البدو، و14 من عناصر وزارة الدفاع السورية، إلى جانب 7 قتلى مجهولي الهوية يرتدون الزي العسكري.
وترافقت الاشتباكات مع تقارير عن اقتحامات وعمليات نهب وسلب في بعض القرى، واعتقالات من الطرفين، ما أثار مخاوف من تصعيد قد يأخذ طابعًا طائفيًا ومناطقيًا واسع النطاق.
وفي تطور ميداني متصل، استهدف مسلحون مجهولون نقطة أمنية تابعة لقوى الأمن الداخلي في مدينة الصنمين بمحافظة درعا المجاورة، أعقبها إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة، ما يعكس تمدد رقعة التوتر في الجنوب السوري.
وزارة الدفاع السورية قالت في بيان إنها تدخلت “لفض النزاع وبسط سيطرة المؤسسات الرسمية”، في حين دعت المرجعيات الدينية في السويداء إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى الحوار، وسط مساعٍ من شخصيات دينية واجتماعية لاحتواء التصعيد.
وفي مؤشر على تصاعد البعد الإقليمي للنزاع، أعلن الجيش الإسرائـ،ـيلي يوم أمس أنه دمّر دبابات سورية كانت متمركزة في منطقة سميع غرب السويداء، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر الأمن السوري، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا خطيرًا يضع الجنوب السوري مجددًا في قلب تجاذبات إقليمية معقّدة.
هذا وتشير تقارير طبية إلى أن المستشفيات المحلية استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أكثر من 50 قتيلاً وما يزيد على 200 جريح، فيما تبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع في ظل استمرار المعارك وغياب ممرات آمنة لإجلاء المصابين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى