غضب شعبي واسع بعد تصريحات الشيخ عداي الغريري بشأن شهر محرّم وتوزيعه الحلوى في أحد جوامع الأنبار

أشعلت تصريحات الشيخ السني عداي الغريري موجة غضب عارمة وامتعاض شديد في الأوساط الشعبية السنية والشيعية على حد سواء، بعد أن وصف شهر محرّم الحرام، الذي يمثل ذروة الحزن والمأساة في ذاكرة المسلمين، بأنه “شهر الخير والفرح والسرور”، وذهب إلى أبعد من ذلك بتوزيع الحلوى على المصلين في جامع بالأنبار، في خطوة اعتبرها كثيرون استفزازًا صارخًا لمشاعر الملايين ممن يحيون ذكرى فاجعة كربلاء.
تصريحات الغريري، التي تداولها ناشطون على نطاق واسع، وُصفت بأنها تزييف متعمّد للتاريخ الإسلامي، واستخفاف فجّ بدماء الإمام الحسين عليه السلام وآل بيته الذين استُشهدوا مظلومين في واقعة الطف، التي تُعد من أفظع الجرائم في تاريخ الأمة، والتي حولت شهر محرّم إلى عنوان دائم للحزن والمصاب الجلل.
وفيما عبّر كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن صدمتهم من التصريحات التي “تدوس على القيم الدينية والإنسانية”، تساءل آخرون عن دوافع هذا الخطاب التحريضي الذي يعمّق الانقسام المذهبي، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى مزيد من الوحدة والتفاهم.
ردود الفعل لم تقتصر على الجمهور الشيعي، بل امتد الاستهجان إلى أصوات من داخل الطيف السني، استنكرت تشويه الحقائق والتعدي على ثوابت المسلمين، معتبرين ما حدث سقطة دينية وأخلاقية يجب أن يُحاسب عليها من أطلقها.
ويؤكد علماء الدين والمؤرخون أن شهر محرّم هو شهر الحزن والعزاء، وأن الإمام الحسين عليه السلام لم يُقتل في معركة عادية، بل استُشهد مظلومًا مدافعًا عن الإسلام وقيم العدالة والحرية، وأن إحياء ذكراه واجب ديني وأخلاقي، لا يجوز الاستهانة به تحت أي ذريعة أو تبرير.