في تصعيد دموي جديد، أعلنت مصادر أمنية وحكومية باكستانية مقتل 16 جنديًا وإصابة أكثر من عشرين شخصًا، بينهم مدنيون، في هجوم انتحاري استهدف قافلة عسكرية في منطقة شمال وزيرستان بإقليم خيبر باختونخوا شمال غربي البلاد.
وبحسب مسؤول محلي تحدّث لوكالة “فرانس برس” شريطة عدم الكشف عن هويته، فإن “الانتحاري صدم بسيارة مفخخة قافلة تابعة للجيش، ما أدى إلى انفجار هائل أوقع عددًا كبيرًا من الضحايا”، مضيفًا أن حصيلة القتلى ارتفعت من 13 إلى 16 جنديًا بعد وفاة عدد من المصابين متأثرين بجراحهم.
وفي تصريحات متطابقة، أكد ضباط في الشرطة أن الانفجار ألحق دمارًا في عدد من المنازل المجاورة، متسببًا في انهيار سقفي منزلين وإصابة ستة أطفال من السكان المحليين، فيما وُصفت بعض الإصابات بأنها “خطيرة”.
وقد تبنّت جماعة “حافظ جول بهادور” المسلحة، وهي أحد فصائل طالـ،ـبان الباكستانية، الهجوم عبر بيان نُشر على منصات تابعة لها، في مؤشر على تصاعد نشاط هذه الجماعة مجددًا في المناطق الحدودية.
ويأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد مقلق في وتيرة العنف الذي يضرب المناطق المتاخمة لأفغانستان منذ عودة حركة طالـ،ـبان إلى السلطة في كابول عام 2021. وتتهم إسلام آباد جارتها الغربية بالسماح باستخدام أراضيها من قبل جماعات مسلحة تنشط ضد باكستان، وهو ما تنفيه حركة طالـ،ـبان الأفغانية باستمرار.
ووفقًا لإحصائية نشرتها وكالة “فرانس برس”، فإن نحو 290 شخصًا، غالبيتهم من قوات الأمن، لقوا حتفهم هذا العام في هجمات شنتها جماعات مسلحة في كل من إقليمي خيبر باختونخوا وبلوشستان، مما يعكس التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها الحكومة الباكستانية في كبح نشاط الجماعات المتشددة.
