
حذر الممثل السامي لتحالف الحضارات في الأمم المتحدة والمبعوث الخاص الجديد للأمين العام لمكافحة الإسلاموفوبيا، ميغيل أنخيل موراتينوس، من تنامي ظاهرة العداء للإسلام في الدول الغربية، مشيراً إلى أنها باتت تمثل تحدياً عالمياً يتطلب تحركاً عاجلاً ومنسقاً.
وفي تصريحات له عقب تسلمه منصبه الجديد، قال موراتينوس إن “ظاهرة الإسلاموفوبيا تتصاعد في العواصم الأوروبية الرئيسية، بل وحتى في الولايات المتحدة”، موضحاً أن هذا التصعيد يعود إلى “نقص المعرفة حول الإسلام، إلى جانب انتشار التلاعب وسوء الفهم بشأن مبادئه وقيمه”.
وأكد موراتينوس أن أولوياته خلال المرحلة المقبلة تتركز على العمل مع مختلف الجهات المعنية لتصحيح الصورة النمطية المغلوطة عن الإسلام، موضحاً أن “الإسلام دين روحي كغيره من الديانات الكبرى كالمسيحية واليهودية، ويسعى للارتقاء بالروح الإنسانية”.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن تفشي كراهية المسلمين لم يعد أمراً يمكن التغاضي عنه، قائلاً: “الإسلاموفوبيا قضية تقلقنا جميعاً، فهي لا تقتصر على أوروبا وحدها، بل تمتد أيضاً إلى مناطق أخرى مثل التوترات الدينية بين باكستان والهند”.
وفي مقابل هذا التصاعد المقلق، أشاد موراتينوس بنماذج إيجابية في العالم الإسلامي، وخص بالذكر إندونيسيا ودول شرق آسيا، التي تشهد تطوراً في فهم الدين وتطبيقه بما ينسجم مع متغيرات العصر ويعكس مرونته وقابليته للتجدد.
يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في عام 2022 يوم 15 مارس من كل عام يوماً دولياً لمكافحة كراهية الإسلام، في خطوة اعتُبرت استجابة دولية متأخرة لتزايد خطاب الكراهية والاعتداءات ضد المسلمين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أعلن في 7 مايو/أيار 2025 تعيين موراتينوس مبعوثاً خاصاً لمكافحة الإسلاموفوبيا، مؤكداً أن الأخير سيواصل مهامه أيضاً كممثل لتحالف الحضارات. وشدد غوتيريش على أن خطاب الكراهية لا يستهدف المسلمين فقط، بل يمتد ليطال اليهود والمسيحيين والأقليات الدينية الأخرى، محذراً من مخاطر اتساع موجات التعصب حول العالم.