أخبارأمريكا

أكثر من 4.5 مليون مسلم في الولايات المتحدة يستعدون لإحياء عيد الأضحى

يستعد أكثر من 4.5 مليون مسلم في الولايات المتحدة لإحياء عيد الأضحى المبارك، أحد أعظم المناسبات الدينية في الإسلام، والذي يحظى بمكانة خاصة لدى الجاليات المسلمة الأمريكية، بوصفه محطة سنوية تجمع بين القيم الإيمانية والروابط الاجتماعية في مشهد يعكس تنوع المجتمع الأمريكي وتماسك مكوناته الدينية.
وتتزامن بداية العيد، التي تحل مع مغيب شمس يوم الجمعة الموافق السادس من حزيران المقبل، مع ختام مناسك الحج، حيث تتوحد مشاعر المسلمين في مختلف بقاع الأرض تجاه مكة المكرمة، بينما يستعد المسلمون في أمريكا لإحياء العيد من خلال الصلاة والذبح والتكافل الاجتماعي، في مشهد تعبّدي واجتماعي يجمع بين الروحانية والعمل الإنساني.
ويمثل عيد الأضحى لدى المسلمين في الولايات المتحدة أكثر من مجرد طقس ديني، فهو مناسبة لإحياء ذكرى النبي إبراهيم عليه السلام واستعداده لتقديم أعز ما يملك طاعةً لله تعالى، كما ورد في القرآن الكريم والتوراة والإنجيل. هذه القصة، التي تمثل رمزًا للتفاني والثقة المطلقة بالحكمة الإلهية، تحضر بقوة في وجدان الجاليات المسلمة وتُترجم إلى أفعال من البر والإحسان.
وتشهد مختلف الولايات الأمريكية مظاهر واسعة لإحياء العيد، إذ يتجه المسلمون فجر يوم العيد إلى المساجد والساحات العامة لإقامة الصلاة في أجواء يغمرها التكبير والتهليل، ويتبادلون التهاني والهدايا، بينما تُوزّع لحوم الأضاحي بين الأقارب والفقراء، ترسيخًا لمبدأ التكافل الذي يشكل أحد أعمدة الشريعة الإسلامية.
وتولي الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة أهمية خاصة لشعيرة الأضحية، إذ تتعاون مع مؤسسات خيرية لتنفيذ الذبح وتوزيع اللحوم داخل البلاد وخارجها، بما في ذلك مناطق تعاني من أزمات إنسانية مثل غزة، ليصل أثر العيد إلى من لا يستطيعون الاحتفال به في ظل ظروف قاسية.
وبحسب وسائل إعلام محلية، يُنتظر أن يشهد عيد الأضحى هذا العام تنظيم فعاليات مجتمعية واسعة، تشمل مهرجانات عائلية، وبرامج توعوية عن معاني العيد، وأنشطة ثقافية تسهم في تعزيز فهم المجتمع الأمريكي الأوسع للقيم الإسلامية، في إطار سعي المسلمين للحفاظ على هويتهم الدينية والانخراط الإيجابي في نسيجهم الوطني.
ويُعدّ عيد الأضحى مناسبة سنوية تؤكد من خلالها الجالية المسلمة في الولايات المتحدة التزامها بالقيم الروحية والإنسانية، حيث تتجدد معاني التضحية والتواضع والتكافل، وتعلو الرسالة الإسلامية في الإيثار وتقديم طاعة الله على كل مصلحة، في زمن تزداد فيه الحاجة إلى قيم الرحمة والتسامح والعدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى