
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في شرق تشاد، في ظل التدفق الهائل للاجئين والعائدين من السودان، والنقص الحاد في التمويل الذي يعيق تقديم المساعدات اللازمة. يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد العنف في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 150 مدنياً منذ مطلع أيار/مايو الجاري، بحسب شبكة أطباء السودان.
وأكدت الشبكة، عبر نداء إنساني عاجل أطلقته على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الفاشر تعاني من حصار طويل الأمد تسبّب في نقص حاد في الغذاء والأدوية، ما أدى إلى انتشار سوء التغذية بين الأطفال وتهديد حياتهم بالخطر، في ظل غياب الخدمات الطبية الأساسية.
وفي شرق تشاد، كشف العاملون في المجال الإنساني عن وصول أكثر من 55 ألف لاجئ سوداني و39 ألف عائد تشادي إلى ولايتي إنيدي الشرقية ووادي فيرا، منذ تصاعد المعارك في شمال دارفور خلال نيسان/أبريل الماضي، ليرتفع العدد الإجمالي للاجئين السودانيين إلى قرابة مليون شخص منذ اندلاع النزاع في السودان في نيسان/أبريل 2023.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن مواقع الاستقبال غير قادرة على استيعاب هذا العدد المتزايد من الوافدين، وغالبيتهم من النساء والأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية حادة. ففي موقع “تيني” المخصص للعبور، والذي لا تتجاوز طاقته 500 شخص، يتكدس نحو 20 ألف شخص في العراء بانتظار نقلهم إلى مناطق أخرى.
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن النازحين واللاجئين بحاجة ماسة إلى الغذاء والمأوى والمياه والرعاية الصحية وخدمات الصرف الصحي، إضافة إلى الحماية من العنف، خاصة بالنسبة للنساء والأطفال. إلا أن خطة الاستجابة الإنسانية لتشاد لا تزال تعاني من فجوة تمويلية كبيرة، مع توفر 2000 مأوى فقط من أصل 13,500 مأوى مطلوب، ووجود طبيب واحد فقط لكل 44 ألف شخص في بعض المناطق.
ويأتي هذا التدهور الحاد في وقت لا تزال فيه الأزمة السودانية تلقي بظلالها الثقيلة على المنطقة، حيث تسبب النزاع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023 في مقتل الآلاف وتشريد ملايين داخل السودان وخارجه، مع تفشي المجاعة وسوء التغذية وارتفاع معدلات العنف الجنسي والانتهاكات ضد المدنيين، وسط صمت دولي متصاعد القلق.