أخبارالعالم

وسط ظروف معيشية قاسية.. نساء غزة يواجهن فقدان الخصوصية في خيام النزوح

تعيش نساء قطاع غزة ظروفًا مأساوية في خيام النزوح التي لا توفر الحد الأدنى من الخصوصية، وسط بيئة مكتظة ومفتوحة، تزيد من معاناتهن اليومية منذ بدء الحرب الإسرائـ،ـيلية على القطاع.
ويفتقر واقع النزوح القسري إلى أبسط مقومات العيش الكريم، غير أن التحديات تبدو أشد وطأة على النساء، خاصة داخل الخيام وداخل مراكز الإيواء الجماعية التي تحوّلت إلى فضاءات ضيّقة ومشتركة، تنعدم فيها الحدود بين الحياة الخاصة والعامة، وتتحوّل الاحتياجات اليومية البسيطة إلى عبء نفسي وجسدي مستمر.
في شهادتها، تقول أم محمد السعدي، وهي نازحة من حي الزيتون في مدينة غزة، إن انعدام الخصوصية بات واقعًا لا يمكن تجاوزه، موضحة أن الطهي، وتبديل الملابس، وحتى استخدام المرحاض، تحوّلت إلى مهام شاقة تتطلب الحذر والمراوغة. وتضيف: “أعيش مع زوجي وأطفالي داخل خيمة منصوبة على جانب الطريق، ولا أشعر بأي راحة أو خصوصية في كل تفاصيل حياتي”.
وتزداد المعاناة بالنسبة للطالبات الجامعيات والنساء المرضعات، كما في حالة ميساء خالد، التي كانت على مشارف التخرج قبل الحرب، وتجد اليوم صعوبة في الحفاظ على تحصيلها الأكاديمي وسط الضجيج وغياب المساحات الخاصة، في حين تواجه رنا محمد، وهي أم لرضيع، صعوبة في إرضاع طفلها أو تغيير ملابسه دون أن تكون مكشوفة أمام باقي أفراد العائلة.
وتشرح سائدة زهدي، التي فقدت منزلها، كيف أن حياة النزوح أجهزت على ما تبقى من خصوصية النساء، وتقول: “الخيمة ضيقة، والحمام مصنوع من شادر وأخشاب قد تنهار في أية لحظة، ما يجعل الذهاب إليه مصدر قلق دائم، كما أن الطهو والغسيل يتمان في أماكن مكشوفة للجيران والمارة”.
ولا يقتصر انعدام الخصوصية على مواقع الخيام، بل يشمل أيضًا مراكز الإيواء والمدارس، حيث تتلاصق العائلات في قاعات مزدحمة، دون فواصل أو حواجز، وهو ما يحوّل الحياة اليومية إلى سلسلة متواصلة من التنازلات القسرية.
ويُعد غياب الخصوصية واحدة من أبرز التحديات الإنسانية التي تواجه النساء في غزة اليوم، ما يستدعي تحركًا عاجلًا من الجهات الدولية والحقوقية لتأمين بيئة لائقة وآمنة تراعي الكرامة الإنسانية للنساء والفتيات، في ظل استمرار النزوح وتدهور الأوضاع المعيشية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى