
في خطوة تعكس تقاطع الرؤى الدولية والإسلامية حول أهمية دور المرأة في بناء مستقبل غذائي آمن وعادل، وقّعت هيئة الأمم المتحدة والمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي مذكرة تفاهم تهدف إلى تمكين النساء في أنظمة الأغذية الزراعية في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي في غرب ووسط إفريقيا.
وجرى الإعلان عن الاتفاقية خلال الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية المنعقد في العاصمة الجزائرية، حيث وقع المذكرة كل من مدير المكتب الإقليمي لغرب إفريقيا بهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ماكسيم هويناتو، والمدير العام للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، بيريك أرين.
وتنص المذكرة على ثلاثة محاور رئيسية تشكل مرتكزات التعاون المشترك، تشمل: إطلاق مبادرات استراتيجية لتمكين المرأة في قطاع الزراعة، وتعبئة الموارد لتنفيذ برامج داعمة للنوع الاجتماعي، إضافة إلى تنظيم حملات مناصرة تعزز المساواة والقيادة النسائية في المجال الزراعي.
ويُتوقع أن يُحدث هذا التعاون تحولًا نوعيًا في أنظمة الغذاء الزراعي من خلال تعزيز قدرات المرأة المسلمة، ليس فقط كمزارعة ومنتِجة، بل كصانعة قرار ومبادِرة، عبر برامج وطنية وإقليمية ترفع قدرتها على مواجهة التحديات البيئية والغذائية، انسجامًا مع القيم الإسلامية التي تكرّم المرأة وتدعو إلى العدالة الاجتماعية.
كما تشكل الاتفاقية خطوة عملية لتعبئة الدعم المالي والفني من أجل وضع وتنفيذ سياسات تراعي احتياجات المرأة في الزراعة، وتسعى إلى إزالة العوائق التي تحدّ من مشاركتها الفاعلة، في سياقات تعاني فيها بعض الدول الإسلامية من فجوات في الوصول إلى الموارد والتدريب والمعلومات.
وبموجب خطة العمل المقررة لعام 2025، سيُطلق برنامج إقليمي متعدد البلدان يضع تمكين المرأة المسلمة في قلب أولوياته، ويعزز مشاركتها في سلاسل الإنتاج الزراعي، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي وضمان استدامته وعدالته.
ويرى مراقبون أن هذا التحالف بين الأمم المتحدة والمنظمة الإسلامية يمثل أكثر من مجرد تعاون تنموي، إذ يعكس رؤية أخلاقية وإنسانية للأمن الغذائي ترتكز على الإنصاف وتمكين المرأة وتكافؤ الفرص، بما يتناغم مع مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ الإنسان وكرامته.