أخبارالعالم الاسلاميالفن والثقافة

“حين رسم المسلمون ملامح الأرض”.. معرض فني في الشارقة يُعيد أمجاد الخرائط الإسلامية

يُعيد معرض “فصول من الفن الإسلامي: رحلات”، الذي يحتضنه بيت الحكمة في إمارة الشارقة، إحياء إرث الجغرافيا الإسلامية في حقبةٍ كان فيها المسلمون السبّاقين إلى رسم ملامح الأرض، في وقتٍ لم تكن فيه معالم العالم قد اتضحت بعد. ويستمر المعرض حتى 5 تموز/يوليو 2025، في عرض فني ومعرفي يكرّم ثلاثة عشر قرنًا من الاستكشاف والبحث والعلم.
يستعرض المعرض خرائط ومخطوطات نادرة وسجلات سفر لعلماء وجغرافيين كبار أمثال الادريسي وابن بطوطة وابن جبير واليعقوبي وابن ماجد، الذين أسسوا علم الجغرافيا بمنهجية تمزج بين الدقة العلمية وروح الاكتشاف الإسلامي، مدفوعين بإيمان يرى في الأرض ساحةً للمعرفة وفهم الآخر.
وتتوسط المعرض خريطة الإدريسي الشهيرة الموجهة جنوبًا، والتي تجسّد رؤية حضارية جعلت من مكة المكرمة محورًا كونيًا، ما يحوّل الوثيقة الجغرافية إلى رمز عقائدي وإنساني يعكس وحدة الخلق والاتصال بين الشعوب.
ينقسم المعرض إلى أربعة أقسام رئيسة هي: “رحلات بالحبر”، و”الإدريسي”، و”الإبحار في العالم”، و”من المخطوطات إلى الشاشات”، ويأخذ الزائرين في رحلة زمنية من القرن الثاني عشر إلى العصر الرقمي، مستعرضًا تطور أدوات الملاحة من المزواة والكرونومتر إلى الأقمار الصناعية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، دون أن ينقطع عن الجذور الإسلامية لهذا العلم.
ويُشير المنظمون إلى أن معرض “رحلات” لا يكتفي بإبراز إنجازات الماضي، بل يربطها بالحاضر، حيث يمكن اليوم، عبر تطبيقات مثل “غوغل إيرث”، إعادة توجيه الخرائط لتُعرض الجنوب في الأعلى، على غرار ما كان يفعله الإدريسي احترامًا لمكة، في استدعاء معاصر لروح العلم الإسلامي الذي ربط الجغرافيا بالعقيدة.
ويأتي هذا المعرض بالتعاون مع مؤسسات ثقافية وعلمية من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، في تأكيد على أهمية استذكار الدور الحضاري الإسلامي في رسم معالم العالم، وإلهام الأجيال الجديدة بالعودة إلى مناهج التفكير العلمي التي أرسى دعائمها العلماء المسلمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى