
رغم بُعد المسافات واختلاف الثقافات، يحرص المسلمون في أستراليا على إحياء شعيرة الأضحية خلال عيد الأضحى المبارك، مؤكدين من خلالها التزامهم بقيم الإسلام الأصيلة في التضحية والعطاء، وحرصهم على بث روح التكافل حتى في ديار المهجر.
في العاصمة كانبرا ومدن أخرى كبرى مثل سيدني وملبورن، تنشط جمعيات خيرية إسلامية في تنظيم عملية ذبح الأضاحي وتوزيع لحومها على المحتاجين، خصوصًا من اللاجئين الجدد وذوي الدخل المحدود. وتقوم هذه الجمعيات بإعداد قوائم مسبقة بالمستفيدين لضمان عدالة التوزيع، في وقت تعاني فيه كثير من الأسر من ضغوط اقتصادية ومعيشية متزايدة.
وبالتعاون مع جزارين معتمدين، يتم تنفيذ عمليات الذبح وفق الشروط الصحية والقانونية المعمول بها في أستراليا، مع الحرص على إرسال جزء من لحوم الأضاحي إلى المحتاجين في الدول الإسلامية، في تجسيد ملموس لمعاني الرحمة والتضامن العابر للحدود.
ورغم القيود القانونية التي لا تسمح بالذبح الفردي، يرى علماء الدين أن التوكيل في الأضحية أمر مشروع، سواء عبر الأقارب في البلدان الإسلامية أو من خلال مؤسسات خيرية موثوقة، مع التأكيد على فضل الذبح باليد إن تيسّر ذلك في إطار القانون.
الجهات المنظمة لهذه الشعيرة دعت إلى الحجز المبكر لدى المسالخ والجزارين، خاصة مع تزامن عيد الأضحى هذا العام مع عطلة نهاية الأسبوع، ما قد يؤدي إلى ازدحام كبير على خدمات الذبح وتوزيع اللحوم.
ويحرص كثير من المسلمين المقيمين في أستراليا على تخصيص جزء من الأضاحي للطلاب والأسر المحتاجة، في صورة مشرفة من صور التضامن الاجتماعي الذي يعكس جوهر الإسلام وقيمه الإنسانية.
وبحسب تقارير إعلامية محلية، فإن المسلمين في أستراليا لا ينظرون إلى عيد الأضحى كمجرد طقس ديني، بل كفرصة لتعزيز التراحم والتكافل، وتأكيد أن معاني الإخلاص والعطاء تتجاوز الحدود والثقافات، ما دامت النية خالصة والعمل في سبيل الله.