أخبارأفريقيا

هل أصبح الانتماء الديني جريمة؟.. اعتداء على امرأة مسلمة في كيب تاون يثير غضبًا واسعًا في جنوب إفريقيا

في حادثة صادمة أثارت موجة من الغضب والقلق في جنوب إفريقيا، تعرّضت امرأة مسلمة للطعن بمقص قرب “صخور سوندرز” في منطقة سي بوينت بمدينة كيب تاون، بعد أن سألها المعتدي عن ديانتها، في واقعة يرى كثيرون أنها تعبّر عن تصاعد مقلق لمظاهر الكراهية الدينية.
الضحية، التي كانت ترتدي الحجاب، أصيبت في ذراعها بعد أن باغتها المهاجم، وهو رجل يبلغ من العمر 28 عامًا، وُصف بأنه “غير مستقر نفسيًا”، وفقًا لشهود عيان. وكانت شقيقة زوج الضحية قد نشرت تفاصيل الحادث على منصة فيسبوك، مشيرة إلى أن المعتدي سأل المرأة إن كانت مسلمة، ثم عاد بعد فترة قصيرة وطعنها دون سابق إنذار.
الشرطة الجنوب إفريقية أكدت من جهتها وقوع الحادث واعتقال المشتبه به، حيث وُجّهت إليه تهمة “الاعتداء بنية إحداث أذى جسدي جسيم”، بحسب ما أفاد به المتحدث باسم الشرطة الكابتن فريدريك فان ويك. وأوضح أن التحقيقات لا تزال جارية لكشف ملابسات ودوافع الهجوم.
ورغم عدم صدور بيان رسمي يربط الجريمة بالكراهية الدينية، إلا أن رواية الحادث وتداولها الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة على صفحات مجتمعية مثل “Fight Against Crime SA”، تشير إلى دافع ديني محتمل. وقد اعتبر ناشطون محليون أن الحادث يحمل بصمات واضحة لما وصفوه بـ”جريمة كراهية ضد المسلمين”.
الحادثة أعادت إلى الواجهة المخاوف من تفشي الإسلاموفوبيا والعنصرية الدينية في بعض المجتمعات، رغم الدستور الجنوب إفريقي الذي يكفل حرية المعتقد ويحتفي بالتعددية الثقافية والدينية. ويرى حقوقيون ومتابعون أن استهداف امرأة فقط لكونها محجبة يتطلب ردًا قانونيًا حازمًا وتحركًا مجتمعيًا يعزز ثقافة التسامح ويجرّم التمييز على أساس الهوية الدينية.
ويطالب ناشطون السلطات بضرورة التحقيق في البعد الديني للجريمة وعدم الاكتفاء بتوصيفها كاعتداء فردي، مؤكدين أن حماية حرية المعتقد لا ينبغي أن تظل مجرد نصوص في الدستور، بل واقعًا ملموسًا يشعر به جميع المواطنين دون استثناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى