اقترب مسجد أوتاوا، أحد أقدم المساجد الإسلامية في مقاطعة أونتاريو، من الحصول على الاعتراف الرسمي به كموقع تراثي من قبل لجنة التراث في مدينة أوتاوا، وذلك بعد توصية إيجابية من مسؤولي البلدية أبرزت قيمته الثقافية والمعمارية في قلب العاصمة الكندية.
ووفقًا لما نشرته شبكة “CTV News”، فإن المسجد الذي شُيّد بين عامي 1973 و1979، يُعد من أوائل المساجد التي تأسست في أونتاريو، ويُدار من قبل جمعية مسلمي أوتاوا التي وفّرت فيه مكتبة متخصصة وبرامج تعليمية وخدمات اجتماعية تخدم الجالية المسلمة المتنامية في المدينة.
وفي تقرير فني أعدّه موظفو البلدية، تم التأكيد على أن مسجد أوتاوا يستوفي خمسة من المعايير التسعة المطلوبة لتصنيفه كموقع تراثي، واصفين إياه بأنه “تعبير فريد ونادر عن مكان عبادة عصري”، ولفتوا إلى طرازه المعماري الحداثي الذي يجمع بين البساطة المعاصرة وعناصر العمارة الإسلامية التقليدية، كالقبة والمئذنة وقاعة الصلاة ذات التصميم المربع.
وأشار التقرير إلى أن المسجد يمثّل معلمًا بارزًا في النسيج الحضري لمدينة أوتاوا، ويُعتبر نموذجًا نادرًا للمساجد ذات الطابع المعماري الحديث، مما يعزّز من فرص إدراجه ضمن المواقع التراثية الرسمية في المقاطعة.
وكان ممثلو المدينة قد عقدوا اجتماعًا مع إدارة المسجد في نوفمبر 2023 لمناقشة التصنيف المرتقب، وسط ترحيب متبادل بالتعاون حول الخطوات المستقبلية. ومن المقرر أن تُناقش لجنة التراث المعماري في مدينة أوتاوا ملف التصنيف يوم الثلاثاء المقبل، تمهيدًا لإصدار إشعار رسمي بالنية للاعتراف بالموقع.
وبحسب إحصاءات كندا لعام 2021، فإن عدد المسلمين في مدينة أوتاوا بلغ قرابة 100 ألف نسمة، أي نحو 10% من مجموع سكان المدينة، ما يجعلهم ثاني أكبر مجموعة دينية فيها، ويُبرز الحاجة إلى حماية المعالم الدينية التي تعكس حضورهم التاريخي والثقافي في المجتمع الكندي.
