
عُثر صباح الثلاثاء على ملصق يحمل طابعاً دينياً متطرفاً على جدار الكنيسة المطرانية المارونية في مدينة طرطوس، تضمّن دعوة مباشرة لأبناء الطائفة المسيحية لاعتناق الإسلام أو دفع الجزية، إلى جانب عبارات تهاجم الأديان الأخرى وتُعلن بطلانها، مذيَّلاً بعبارة مثيرة للجدل: “بني أمية مرّوا من هنا” مع توقيع غير واضح.
وأثار ظهور هذا الملصق في مدينة تشتهر بتنوعها الديني وتاريخها الطويل من التعايش السلمي بين مختلف الطوائف، مخاوف من محاولات لزعزعة الاستقرار المجتمعي ونشر خطاب الكراهية في بيئة لا تزال تواجه تحديات أمنية ومعيشية متفاقمة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفي تعليقه على الحادثة، عبّر عن قلقه البالغ إزاء تنامي الممارسات التي تستهدف النسيج الاجتماعي المتعدد في البلاد، محذّراً من أن مثل هذه الخطابات الإقصائية قد تؤدي إلى توترات طائفية تهدد السلم الأهلي، وتفتح الباب أمام موجات من العنف وردود الفعل غير المحسوبة.
وأكد المرصد أن حرية المعتقد الديني واحترام التعددية الفكرية والدينية، هي من الثوابت التي يجب أن تُصان في أي مجتمع يسعى إلى الاستقرار، مطالباً الجهات المعنية بالتحرك الفوري للتحقيق في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها، وبتفعيل القوانين التي تجرّم التحريض على الكراهية الدينية.
كما دعا المرصد إلى تبنّي خطاب وطني جامع يعزز قيم التسامح والعيش المشترك، ويقطع الطريق أمام كل من يسعى لاستغلال الانقسامات الدينية والطائفية بهدف إثارة الفوضى أو تحقيق مكاسب ضيقة على حساب وحدة المجتمع السوري.