أخبارالعالمباكستان

الإعلام الغربي يدين مجزرة “باهالغام” وينتقد تسييس العنف الطائفي في كشمير والهند

أدانت شبكة “دويتشه فيله” الإخبارية الألمانية ما وصفته بـ”المشهد الدموي” في بلدة باهالغام الكشميرية الخاضعة للإدارة الهندية، بعد مجزرة مروعة راح ضحيتها 26 مدنيًا، في سياق موجة متصاعدة من العنف الطائفي الذي وصفته الشبكة بـ”المدبَّر”، محذّرة من محاولات مكشوفة لتأجيج الفتنة الداخلية عبر تسييس الحادث واستغلاله لتأليب الرأي العام ضد الأقلية المسلمة.
ووفقاً لتقرير الشبكة الألمانية الذي ترجمته “وكالة أخبار الشيعة”، فإن المجزرة اتخذت طابعًا طائفيًا صريحًا، حيث أُطلقت النيران على الضحايا من مسافة قريبة، بعد استجوابهم عن انتمائهم الديني، وأمام أعين ذويهم، في مشهد قال التقرير إنه “يوحي بتوقيعٍ متعمَّد للقتل على خلفية دينية”.
في المقابل، لم تتأخر الحكومة الهندية في إطلاق روايتها، حيث ظهر وزير الخارجية فيكرام ميسري محاطًا بمسؤولتين، واحدة مسلمة وأخرى هندوسية، في مشهد وصفه التقرير بـ”الاستعراضي الزائف” للوحدة، معلنًا أن الهدف من الجريمة هو “إثارة الفتنة”. غير أن الوقائع على الأرض، بحسب التقرير، أظهرت حملة ممنهجة ضد المسلمين شملت اعتداءات على المساجد، وإحراق متاجر، ومطاردة شبان مسلمين، ما يطرح تساؤلاً حول ما إذا كانت الفتنة قد أُحبطت أم أُشعلت.
التقرير أشار إلى أن الخطاب التحريضي تجاوز الساحة السياسية إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت دعوات لطرد المسلمين، وملاحقة ما سُمّيت بـ”الخلايا النائمة”، ووصم المسلمين بـ”الخونة”، في ظل صمت رسمي اعتبرته الشبكة “أقرب إلى التواطؤ منه إلى التقصير”.
ومن بين الوقائع التي سلط التقرير الضوء عليها، تعرّض مخبز في مدينة حيدر آباد للتخريب بسبب اسمه “كراتشي”، رغم أن مالكيه هندوس من أصول مهاجرة، ما يعكس بحسب التقرير “مدى الجهل الذي تُغذّيه القومية العمياء”.
وفي الأيام العشرة التالية للمجزرة، رصدت الشبكة وقوع 64 حادثة كراهية ضد المسلمين في تسع ولايات هندية، تنوّعت بين إطلاق نار، واعتداءات على أطفال، وتحريض إعلامي. كما وثّق التقرير حادثة إطلاق نار على بائع طعام في أغرا “انتقامًا”، وتسجيل مشهد مهين في عليكرة أجبر فيه فتى مسلم على التبول على علم باكستاني.
كما شهدت مدينة نينيتال انفجارًا في العنف الطائفي عقب حادثة اغتصاب، استُغلت سياسيًا لتأجيج المشاعر ضد المسلمين، في ما وصفه التقرير بـ”تدوير الكراهية نحو هدف جاهز تحت غطاء الغضب الشعبي”.
وختمت “دويتشه فيله” تقريرها بالتحذير من أن الحكومة الهندية تمارس “لعبة خطرة”، بصناعة عدو داخلي وهمي، وتصدير الأزمات إلى الخارج، وإطلاق يد القومية الهندوسية لملاحقة المسلمين، تحت شعار “محاربة الإرهـ،ـاب”، في مسار يهدد النسيج الوطني ويعمّق الانقسام الطائفي في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى