
أفادت مصادر محلية في ولاية بنجشير بأن حركة طالبـ،ـان أقدمت على إغلاق 200 فصل دراسي كانت تعمل بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ما أدى إلى حرمان نحو 5000 طالب وطالبة من التعليم، وقطع مصدر رزق أكثر من 200 معلم ومعلمة كانوا يعملون في هذه الفصول.
وأوضحت المصادر أن هذه المبادرة التعليمية شكّلت فرصة نادرة للتعليم في الولاية، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسر، حيث كان يتقاضى كل معلم راتباً شهرياً قدره 9200 أفغاني، بإجمالي شهري بلغ نحو 1,840,000 أفغاني، مما ساهم في تحسين الأوضاع المعيشية لعدد كبير من العائلات المحلية.
ويأتي هذا الإجراء في سياق سياسات طالبـ،ـان المستمرة منذ عودتها إلى السلطة، حيث منعت الفتيات من مواصلة التعليم بعد الصف السادس، وحرّمت الدراسة الجامعية عليهن، وهو قرار أعلنت الحركة في البداية أنه “مؤقت”، إلا أن السنوات الثلاث الماضية شهدت تشديداً لهذه السياسات بدلاً من تخفيفها.
كما سبق لطالبـ،ـان أن أغلقت فصولاً تعليمية مشابهة مدعومة من الأمم المتحدة في ولايات لوجار وباكتيا وخوست، ما يثير قلقاً متزايداً في الأوساط المحلية والدولية بشأن مستقبل التعليم في أفغانستان، لا سيما للفتيات.
وقد لاقت هذه الإجراءات ردود فعل دولية وإسلامية واسعة، حيث اعتبرها كثيرون انتهاكاً لتعاليم الدين الإسلامي الذي يحضّ على طلب العلم، مؤكدين أن قرارات الحركة تستند إلى تفسيرات ضيقة وشخصية لا تمثل جوهر الشريعة.
ورغم الإدانات، تواصل طالبـ،ـان تطبيق سياسات تُقوّض جهود المنظمات الإنسانية في البلاد، بما في ذلك إغلاق النقابات المحلية التي كانت توفّر خدمات تعليمية أساسية للمجتمعات الأشد حاجة.