أخبارالعالم

تقرير جديد: الصين تستخدم المدارس الداخلية كأداة للإبادة الثقافية بحق أطفال الإيغور

كشف المركز المعني بدراسات الإيغور (CUS) في تقرير جديد له بعنوان “اقتلاع الجذور: استخدام الصين للمدارس الداخلية كأداة إبادة ثقافية بحق المسلمين الإيغور”، عن سياسة ممنهجة تنتهجها السلطات الصينية تستهدف أطفال الإيغور في منطقة تركستان الشرقية (المعروفة رسمياً باسم “منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم)”.
ويوثّق التقرير كيف تحولت المدارس الداخلية التي تديرها الدولة من مؤسسات تعليمية إلى أدوات لفرض الاندماج القسري ومحو الهوية الثقافية والدينية للإيغور منذ سن مبكرة، عبر ما وصفه التقرير بـ “الإبادة الثقافية”.
ويشرح التقرير أن هذه السياسات تأتي في سياق جهود الصين الطويلة لطمس الهوية الإيغورية، حيث جرى توظيف خطابات “مكافحة الإرهاب” بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر لتبرير الممارسات القمعية المتزايدة، التي تشمل المعسكرات الاعتقالية، والهجرة المنظمة للصينيين الهان إلى الإقليم، إلى جانب التعليم القسري في هذه المدارس.
ويؤكد التقرير أن السلطات الصينية تفصل الأطفال قسرًا عن عائلاتهم، حتى في سن التعليم الابتدائي، وتودعهم في مدارس داخلية حكومية يُمنع فيها الحديث باللغة الإيغورية، وتُقوّض فيها الروابط الأسرية، وتُزرع الولاءات الحصرية للدولة الصينية.
ويضيف أن هذه المدارس تُمثّل بيئة ممنهجة لـغسل الأدمغة والتلقين السياسي، حيث تُفرض مناهج تعليمية مصممة لتهميش الدين الإسلامي والهوية الإيغورية، بينما يعاني الآباء في كثير من الأحيان من انقطاع الاتصال بأطفالهم، بسبب احتجازهم في معسكرات الاعتقال أو المراقبة المشددة.
كما يتضمن التقرير شهادات مباشرة من ناجين من هذه المدارس، تكشف عن الصدمات النفسية العميقة والأثر الثقافي المدمر الذي تُخلّفه هذه التجربة في نفوس الأطفال، معتبرًا أن ما يجري في هذه المؤسسات هو جزء من استراتيجية أوسع تستهدف وجود الإيغور كأقلية قومية ودينية.
ويحذر المركز في ختام تقريره من أن الصمت الدولي إزاء هذه السياسات قد يفضي إلى تلاشي جيل كامل من الإيغور، بعد أن يُجرد من لغته، وإيمانه، وانتمائه العائلي والثقافي، داعيًا إلى تحرك عاجل لوقف هذه الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى