
في الأسبوع الأول من مايو 2025، كادت آسيا أن تتحول إلى كرة لهب نووية بعدما اندلعت اشتباكات غير مسبوقة بين الهند وباكستان، انتهت بهدنة هشة بعد أربعة أيام دامية. شهدت تلك الأيام ضربات صاروخية متبادلة، مواجهات جوية عنيفة، وهجمات عبر الحدود خلّفت عشرات الضحايا من المدنيين.
لكن الخطر الحقيقي كما يرى مراقبون، لم يكن فقط في الصواريخ التي حلقت، بل في الأيديولوجيا المتفجرة التي تغذي هذا الجنون. فرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مدفوعًا بنزعته القومية المتطرفة، أطلق “عملية سيندور” كأداة لتصفية الحسابات السياسية… لا لضمان الأمن القومي كما يزعم.
وحسب وسائل إعلام محلية، لا مكان للصوت الحر في هند مودي الجديدة. حيث تُعلّق أستاذة جامعية عن العمل بسبب منشور على “فيسبوك”، وصحفيون يُهددون بالاعتقال، والاحتجاج ممنوع. لكن تحت السطح، يغلي الغضب.
في تاميل نادو، أوقفوا الأستاذة لورا س. لمجرد انتقادها الحرب. وفي كولكاتا وتشيناي والبنغال الغربية، يخرج العمال والطلاب من صمتهم: بالقول “هذه ليست حربنا… هذه حربهم!”.
أما دانيش، العامل في مصنع رينو نيسان، فقال: “يخدعوننا باسم الإرهاب، ولكنهم يريدون أصواتنا في الانتخابات. السلاح لا يبني خبزًا، ولا يؤمّن عملاً، بل يسرق الأرواح”.
ويتساءل سينيبان، خبير تكنولوجيا، “هل يُعقل أن يُقتل الأبرياء لأن الحكومة تريد نوبة غضب قومية؟!”
وفي الوقت ذاته، يؤكد أكيلان، عامل صناعي، من أن سياسيي حكومته قد ألغوا المادة 370 وقالوا إن كشمير آمنة… فمات 26 شخصًا في هجوم باهالغام. واصفاً هذه الحكومة بأنها عاجزة وكاذبة”.
أما في خلفية المشهد، فتُسخّن جماعات “الهندوتفا” الأجواء باسم الكراهية، وتُهاجم المحلات، وتشيطن الأقلية المسلمة. لكن حتى وسط الحزن، خرج صوت زوجة ضابط قُتل في الهجوم تدعو للسلام بالقول: “لا تهاجموا المسلمين، لقد حمونا حين غابت الدولة!”