تشهد محافظة ذي قار في جنوب العراق تحولاً سياحياً استثنائياً من خلال مشروع مدينة أور السياحية، الذي يُعد من أبرز المشاريع الاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز الهوية الوطنية وتنشيط الاقتصاد المحلي عبر جذب الاستثمارات وتنمية القطاع السياحي.
وتقع المدينة بالقرب من موقع مدينة أور الأثرية، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 5000 عام، وتعد من أبرز مراكز الحضارة السومرية. وقد أُنشئت المدينة السياحية على مساحة تُقدَّر بـ500 دونم، واحتوت على مرافق ثقافية وترفيهية متعددة، من بينها مسرح سومري وقاعات ومعارض مغلقة للأنشطة الثقافية والأدبية، ومركز لحوار الأديان، ما جعلها وجهة متنامية للزوار من داخل العراق وخارجه.
وأوضح الكاتب والمخرج المسرحي محسن الناصري أن مدينة أور أصبحت محطة جذب للسياح من مختلف المحافظات العراقية، بمن فيهم زوار من إقليم كردستان، بالإضافة إلى السائحين الأجانب والعرب، قائلاً: “تستقبل مدينة أور السياحية الزوار من كل مكان، وهي الآن وجهة حقيقية حيوية ونابضة.”
بدوره، أشار مسؤول الإعلام في المدينة عدنان عزيز إلى أن المشروع أسهم في تعزيز السياحة الداخلية، قائلاً: “هذه الوجهة السياحية أصبحت واقعاً ملموساً، وبدأت تخلق حركة سياحية بين المدن العراقية.”
أما الباحث والأستاذ الجامعي الدكتور عبد الباري الحمداني، فقد أكد أن أهمية أور تتجاوز الجانب السياحي إلى البعد الحضاري والإنساني، موضحاً أن “المكتشفات الأثرية في أور تجسد نظم الإدارة والتعاملات اليومية والدينية في تلك الحقبة، وهي تمثل جوهر الهوية الوطنية العراقية.”
منذ افتتاحها، احتضنت المدينة فعاليات ثقافية وأدبية متنوعة ساهمت في إبراز الإرث الحضاري لبلاد الرافدين، وتحويل الموقع التاريخي إلى مركز ثقافي وسياحي يعكس عمق العراق الحضاري.
ويمثّل المشروع رؤية وطنية جديدة لتنشيط قطاع السياحة بوصفه مورداً اقتصادياً بديلاً، إضافة إلى مساهمته في تطوير البنى التحتية وخلق فرص استثمارية وسياحية جديدة تسهم في تنمية جنوب العراق.
