
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من التدهور المستمر في الوضع الإنساني باليمن، مشيراً إلى أنّ ملايين الأطفال والنساء يواجهون مخاطر جسيمة جراء سوء التغذية، وانهيار النظام الصحي، وانتشار الأمراض القابلة للوقاية، وسط نقص حاد في التمويل الدولي.
وأوضح المسؤول الأممي في بيان أصدره الجمعة 16 أيار/مايو، أنّ نحو 2.3 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية، بينهم 600 ألف طفل في حالة سوء تغذية حاد يُهدِّد حياتهم بشكل مباشر، لافتاً إلى أنّ معدلات التطعيم في البلاد بلغت مستويات مقلقة للغاية، إذ لم يتلقَّ 20% من الأطفال أي لقاحات، في حين حصل فقط 695 طفلاً دون سن العام الواحد على سلسلة اللقاحات الكاملة، ما يجعل اليمن من بين الدول الأسوأ عالمياً في هذا المجال.
وأضاف أنّ الأوضاع الصحية المتدهورة فاقمت من انتشار الأمراض القابلة للوقاية، حيث سجّلت البلاد في العام الماضي أكثر من ثلث الإصابات العالمية بالكوليرا و18% من الوفيات المرتبطة بها، إلى جانب أحد أعلى معدلات الحصبة في العالم.
وأشار أيضاً إلى التهديد اليومي الذي تشكله الألغام الأرضية المنتشرة في الحقول والمناطق السكنية، والتي يُجبر الأطفال على مواجهتها في ظل غياب أبسط مقومات التعليم، من مدارس فارغة من الكوادر والكتب. وبيّن أن الأزمة لا تقتصر على الأطفال فحسب، بل تمتد لتشمل النساء، حيث تعاني 1.4 مليون امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية، وهو ما يُعرّض حياتهن وحياة مواليدهن للخطر.
وفيما تعاني أكثر من 9.6 مليون امرأة وفتاة من أوضاع إنسانية حرجة ويحتجن إلى مساعدات عاجلة، حذّر المسؤول الأممي من أن خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2025 لم تتلقَّ سوى 9% من التمويل المطلوب، ما يهدد بإغلاق 400 مرفق صحي وحرمان 7 ملايين شخص من الحصول على خدمات صحية أساسية.
وختم المسؤول بيانه بدعوة عاجلة إلى المجتمع الدولي للتحرك الفوري، محذراً من “مأساة إنسانية تتعمق يوماً بعد يوم وتتطلب استجابة عالمية قبل فوات الأوان”.